[وقعة عجيب]
  وخرج الغز يوم الثاني معدين مستعدين فوقع الحرب قدام البلد، فردوهم إلى المصنعة منهزمين فدخلوا عليهم، وفرضوا عليهم المكان وقتلوهم وأخذوا أموالهم، وقتلوا الديوان الذين معهم، وعقروا الخيل والدواب والبغال والجمال.
  وقيل: كانت القتلة منهم ومن بهائمهم سبعمائة حتى إن البلد ما اقتربت من نتن القتلى زماناً طويلاً، وقتل ذلك اليوم أحمد بن المكم - وهو شيخهم ورئيسهم - بعد قتل الغز.
  وذلك: أنه حط بيضة من رأسه ودخل على قوم - بقيوا في حَرٍّ - من الغز فضربه أحدهم ضربة فقتله، وقُتلوا بعد ذلك، وتقوت عزائم العرب من وادعة وبكيل.
  وكانت محطة سيف الإسلام على حصن ثلا، وفيها الكثرة والقوة من الخيل والرجال، وكانوا قد حصروا ثلا وأضروا بأهله.
  وقيل: كانت الخيل في المحطة قدر ثمانمائة فارس، والرجل لا يعلمهم إلا الله، وكان إسماعيل بن سيف الإسلام يومئذ في المحطة، فأجمعت القبائل من وادعة وداعي بكيل وغيرهم في جمع كثير، وفيهم من الخيل قدر عشرين فارساً.
  وكان ممن عُني في هذا المخرج وجمع الناس:
  السلطان حاتم بن معن القتيبي، والشيخ المطهر بن المكم، والشيخ عزوان بن أسعد السريحي الصاعي، فقصدوا المحطة بثلا في آخر النهار والعين تنظر العين، فأراد الغز حربهم فلم ينصرهم الله تعالى، وكثرت العساكر من العرب عليهم وانهزموا من المحطة لا يلوي أحد على أحد، وتركوا المحطة بما فيها وتركوا أكثر خيلهم وسلاحهم، فأخذوا جميع ما في المحطة من الخيل والدواب والسلاح والأموال والآلات والخيام، وانهزمت طائفة إلى صنعاء، وطائفة مع