[وصول وجوه القبائل إلى الإمام ليدفع عنهم]
  إسماعيل إلى شبام، ثم راح إلى صنعاء، ونزل المشايخ أهل ثلا في لقاء العسكر فأثنوا عليهم بما فعلوه، ووصلوا مشايخهم والمقدمين بقدر أربعة آلاف دينار.
  فلما بلغ العلم بانكسار المحطة إلى سيف الإسلام تحرك للمخرج إلى الظاهر، وأمر الجنود والخيل الكثيرة إلى (بوزبا) - وكان مقدم الجند، ومتولي الأمر بصنعاء وأعمالها، وكان شديد العزيمة، وعارفاً بأمور الحرب وتدبيرها، وقد كان سلطنه، وعظم في قلوب الناس أمره لما علم منه -.
[وصول وجوه القبائل إلى الإمام ليدفع عنهم]
  وبلغ الخبر بذلك إلى وادعة وبكيل، وعلموا أنه لا طاقة لهم بالمقاومة، وأنه لا يدفع شر العجم عنهم إلا زعيم من أهل البيت $، وأنه لا يقوم بذلك إلا الإمام #، فوصل إليه المطهر بن المكم، وصبرة بن محمد، ومن بني صاع: عزوان بن أسعد وساعد بن جبل، ومن آل القبيب عامر بن عبد الله، وحاتم بن معن، ومن بكيل: علي بن ذعفان، وأبو حماد بن جحاف، وشيوخ كثير من حاشد وبكيل، وسألوه التقدم معهم بالمدافعة عنهم، وألحوا عليه في السؤال، وقالوا: نجاهد بين يديك، وننفق الأموال والأنفس في سبيل الله.
  فرغب فيما عند الله، وساعدهم لما يرجوه من دفع الشر عنهم، وطلع إلى الظاهر، واجتمعت إليه قبائل وادعة وبكيل وحاشد والصيد وغيرهم، فحلفوا له الأيمان المؤكدة على النصيحة، وبايعهم على طاعة الله سبحانه وطاعته، والجهاد في سبيل الله بين يديه، والانقياد لأمره، وأعانوا بالبر ابتداء منهم.