ذكر دعوته الأولى # وهو محتسب
  عند الله سبحانه فأنا بذلك أولى؛ لأنك أكبر أهل البيت $ وأولاهم بهذا الأمر)، وجرى كلام طويل هذا معناه وزبدته، ولم يكن قصده # بالحركة في الجوف إلا لينظم أعواناً للدين، وكان في نفسه أنه إذا وصل بأولئك القوم أن الأمير الكبير يساعد إلى تقلد الأمر، وكانت بيعته لأهل الجوف وغيرهم على طاعة الرضا من آل محمد $، وهو لا يريد غير الأمير الكبير؛ لما ظهر من فضله واستحقاقه.
  وروى لنا الإمام # أن ذلك العسكر الذي طلع به قد كانت التوبة عمتهم فلا يكاد يوجد فيهم من لا يصلي.
  ولما علم أهل الحقل بطلوع ذلك العسكر بادروا إلى صريب مقاضبهم، وضم أطرافهم خوفاً من معرة ذلك العسكر.
  وحكى لنا من نثق به أن تلك الخيل عموماً قل ما وطئت فرس منها بطن جربة؛ تحرجاً وتورعاً، ولما ألقى الله سبحانه من هيبته، وحبب إليهم من طاعته، ولا علم أن أحداً منهم أخذ علفاً غصباً، ولا آذى أحداً بأذية.
  ولقد حكى لنا شيخ من شيوخ أهل الحقل أنه قال: أنا على هذا السن وقد دخل الحقل في ذكري من العساكر من لا أحصي، فما رأيت عسكراً أعف من هذا العسكر، ولا انقاد لصاحب الأمر.
  وحكى لنا الإمام # أنه لما تعسر الأمر من قبل الأمير الكبير وامتنع من الانتصاب لهذا الأمر، قال #: (قلت في نفسي: هذا الذي كنت أرجو ويرجو الناس من أهل هذا البيت الشريف وقد امتنع من القيام والظن به