الدعوة الأولى الإحتساب
  جميل، وهو عالم أهل البيت $ وعاملهم، وما أنا إلا أقيم في هذه الناحية لاكتساب العلم والتفرغ له).
  قال #: فلما عزمت على ذلك وظهر أتى سلاطين الجوف وشيوخهم إلي وقالوا لي: قد جمعتنا ولولا أنت ما اجتمعنا، وكل واحد منا عنده ثأر صاحبه في النفوس فما دونها، وقد عزمت على الوقوف، فإن كنت تريد هلاكنا فامض على عزمك هذا.
  فقال: إني آمر معكم إخوتي وكبار الشرفاء.
  فقالوا: ما يحمينا إلا هيبتك، وما بيننا وبين أن يقتل القوي الأضعف، والأكثر الأقل إلا أن تغيب عنا، فإن كنت قد عزمت على اطراح هذا الأمر فأوصلنا إلى بلادنا وبين عشائرنا.
  فلم أر بداً من القدوم بهم إلى بلادهم، وعلمت صدق كلامهم، وتقدمت معهم منطوياً على الرجعة بعد إبلاغهم مأمنهم.
  قال #: فلما وصلنا الجوف أقمنا مدة يسيرة والأمور جارية على الاستمرار المعهود، وإن لم نتشدد فيه التشديد الأول.
  وتقدم # بعد العودة إلى الجوف إلى شوابة وتواترت إليه كتب الشرفاء والمسلمين والمشايخ بميتك يستغيثون به ويستدعونه، فكان منه من الإجابة ما تقدم ذكره، وعاد إلى الجوف فأقام به مدة ثم نهض إلى هجرة دار معين، وكانت البيعة العامة عقيب ذلك، وهذا موضع ذكرها.