السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدته إلى الأمير الكبير شمس الدين يطلب منه القيام بالدعوة]

صفحة 195 - الجزء 1

  فَكم فِيهِمُ من جَاهِلٍ مُتَفَيهِقٍ ... كَرِيهِ الْمَحَيَّا كالكُبَاعِ جُراضِمِ⁣(⁣١)

  غَدَاً يَدَّعِي أنَّ النَّبِيَّ شَبِيهُهُ ... فَأعظِم بِهَذَا مِن عَظِيمَةِ زَاعِم

  فَأَينَ بُنَيَّاتُ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ ... وَسُمْرُ العَوَالِي مَعْ مَوَاضِي الصَّوَارِم

  وَكُلُّ طَوِيلِ البَاعِ أَصيدَ مَاجِدٍ ... كَرِيمِ المَحَيَّا مِن ذُؤَابَةِ هَاشِم

  كَصدرِ الرُّدَينِيِّ المُثَقَّفِ مَتنُهُ ... يُحَلِّلُ بُردَاً من بُرُودِ الأرَاقِمِ⁣(⁣٢)

  مُضَاعَفَةً جَذلاَءَ ذَاتَ طَرَائِقٍ ... سَلُوقِيَّةً تَغشَى ظُهُورَ البَرَاقِمِ⁣(⁣٣)

  فَكَم مَلِكٍ ضَاقَ الفَضَاءُ بِجَيشِهِ ... رَدَدتُمْ بِأنفٍ للضَّلاَلَةِ رَاغِم

[قصيدته إلى الأمير الكبير شمس الدين يطلب منه القيام بالدعوة]

  وكتب # إلى الأمير الكبير يحيى بن أحمد هذه الأبيات يشكو فيها ما حلّ بآل علي # وبالعرب من سطوة الأعاجم، ويحركه على القيام:

  ألَا هل يَحمِلَنَّ لِيَ البَرِيدُ ... عَلَى خَطَرِ المَسَافَةِ مَا أُرِيدُ

  مُغلغَلَةً إِلَى بَانِي المَعَالِي ... وَمَن هُو للعلى رَكْنٌ شَدِيدُ⁣(⁣٤)

  سُلاَلةِ أحمدٍ مَولَى البَرَايَا ... وهَادِيهَا وقَائِدُهَا الرَّشِيدُ

  وأعظمُهَا على الأعداءِ رُكنَاً ... وأصبَرُهَا إذا اقْتَرَعَ الحَدِيدُ

  كَتبتُ إلَيهِ عن قَلبٍ جَرِيحٍ ... تُقَلِّبُهُ الخُطُوبُ كَمَا تُرِيدُ

  أَعزُّ بَنِي النَّبِي أبَاً ونَفسَاً ... هِزبَرٌ لا يَصِدُّ ولا يَحِيدُ


(١) تفيهق فِي كلامه: تنطع وتوسع كانه ملأ به فمه. والكباع: المرأة الذميمة. والجراضم: الأكول الواسع البطن الثقيل الوخم.

(٢) الرديني: الرمح، والمثقف: المسوى، والمتن من السهم: ما بين الريش إلى وسطه.

(٣) الدروع السلوقية، تنسب إلى قرية في اليمن تسمى سلوق كصبور.

(٤) رسالة مغلغلة: أي محمولة من بلد إلى بلد.