السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة أخرى إلى الأمير شمس الدين يطلب منه القيام]

صفحة 196 - الجزء 1

  بأنَّ الدِّينَ مَلبَسُهُ دَرِيسٌ ... وثوبَ الكُفرِ مَوْشِيٌّ جَدِيدُ

  تغلغلت السَلاَسِلُ فِي هوادِي ... بَنِي حَسَنٍ وأثقلَتِ القُيُودُ

  وعُطِّلَتِ المَسَاجِدُ لِلبَغَايَا ... وبَالَت فِي جَوَانِبِهَا اليَهُودُ

  كَفَى حُزْناً لِذِي لُبٍّ بِهذَا ... تَجُولُ على منابرنا العَبِيدُ

  وأنت عَمُودُ هذا الدِّينِ فَانهَضْ ... وشَمِّرْ أَيُّهَا الهادي الرشِيدُ

  فقد فَعَلَ الأعَاجِمُ فِي البَرَايَا ... فِعَالاً تَقشعِرُّ لَهَا الجُلُودُ

  ومِثلُكَ لا يَنَامُ عن المَعَالِي ... وَلا يُثنِي عَزائمَهُ الوَعِيدُ

[قصيدة أخرى إلى الأمير شمس الدين يطلب منه القيام]

  وله # إلى الأمير يحيى بن أحمد يستحثه ويستنهضه على القيام:

  أَصْدَقُ ما قَالَ بِهِ القَائِلْ ... مَا أَحوَجَ السَّيفَ إلَى الحَامِلْ

  يَا ابنَ عَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ ... قُمْ فَانصُرِ الحَقَّ عَلَى البَاطِلْ

  وَلَا تَشَكَّكْ فِي اتبَاعِ الهُدَى ... وَلَا تُشِح إن عَذَلَ العَاذِلْ⁣(⁣١)

  وادعُ لعمري إِنَّهَا دَعوةٌ ... كَامِلَةٌ فِي رَجُلٍ كَامِلْ

  وأنتَ فِي صِيدِ بَنِي أحمَدٍ ... لَا سَاقِطَ الذِّكرِ ولَا خَامِلْ

  لَو عَمِلَ العَامِلُ فِي ظُلمَةٍ ... لَم يُخْفِ رَبِّي عَمَلَ العَامِلْ

  والحِقُّ لا يُتْرَكُ - أعني بِهَا ... نفسي - مَكَانَ الجَمَلِ البَازِلْ

  وَنَحنُ أعوانُكَ فيمَا جَرَى ... من كُلِّ خَطبٍ جَلَلٍ نَازِلْ

  كَأنَّنِي أنظُرُ بالله ذِي الطَّـ ... ـوْلِ وعَالِيهَا بِهِمْ سَافِلْ

  وَهُمْ - وبِيضُ الهِندِ عِصْيَانُنَا - ... شَوَارِدٌ كالنَّعَمِ الَحَافِلْ


(١) التشييح: التحذير والنظر إلى الخصم مضايقة.