السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[خطبة الأمير شمس الدين والبيعة للإمام #]

صفحة 202 - الجزء 1

[خطبة الأمير شمس الدين والبيعة للإمام #]

  فلما كان يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول من شهور سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وقد امتلأ الجامع الشريف بصعدة مسجد الهادي إلى الحق # وغص بالعلماء والفضلاء والمسلمين، قام الأمير الكبير شمس الدين خطيبًا في الناس فقال:

  يا جميع المسلمين، إنا قد أطلنا خبرة هذا الإمام وشهدنا بفضله، وإنه أحق الناس بهذا المقام وأولاهم به، وقد تعينت علينا وعليكم الفريضة، ولزمت الحجة، فهلموا فبايعوا الإمام واستبقوا إلى شرف هذا المقام، فقد ارتضيناه إماماً، لما كملت فيه الخصال، فماذا بعد الحق إلا الضلال، وها نحن مبايعون، ولأمره طائعون.

  ثم تقدم ومد يده فبايعه الإمام # على كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد ÷، والأمر بالمعروف، والنهي عن الفحشاء والمنكر، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، واقتفاء سيرة الأئمة من آبائهم الطاهرين.

  ثم تقدم بعده صنوه بدر الدين الأمير الكبير داعي أمير المؤمنين محمد بن أحمد فبايع على ما جرت به بيعة أخيه، ثم تقدم بعدهما كبار الشرفاء وأفاضل العلماء والقضاة والفقهاء فبايعوا، ثم تقدم سائر المسلمين وأهل الدين فبايعوا على ما بايع عليه الأولون.

  ثم ارتقى الإمام # المنبر فخطب الناس وأبلغ في الوعظ حتى صاروا يبكون من وعظه، وصلى بهم الجمعة.