الدعوة العظمى للإمامة مع ذكر البيعة وكتاب الدعوة العامة
  وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ٨٨}[هود: ٨٨]، {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}[يوسف: ١٠٨]، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}[التوبة: ١٢٩].
  والحمد لله رب العالمين، وصلواته على نبيه الأمين محمد، ووصيه علي أمير المؤمنين، وعلى الأئمة من ذريتهما الطيبين، وسلامه عليهم أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
  سألت الإمام # - وقد حكى جماعة كثيرة ممن حضره أنه أنشأ هذه الدعوة الشريفة الفاضلة ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر - فصحح ذلك وصدقه، فلينظر من تأملها بعين البصيرة، من أهل العلم والفصاحة والبلاغة، ما أودعها # من جزالة الألفاظ، وحسن المعاني، والإيجاز والإعجاز، والمواعظ البليغة، وما وشحها به من آيات القرآن الكريم، والأخبار النبوية عن رسول الله ÷، كل شيء في موضعه في هذه المدة اليسيرة فإن ذلك من أقوى الدلائل على النهاية في كل فن وبلوغه المنازل العلية.