السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[حضور السلاطين آل حاتم لبيعة الإمام #]

صفحة 231 - الجزء 1

  أمسى يلوح وميضه متكتماً ... والدمع يجهر بالذي أنا أكتمُ

  يا سالبي لبي بأكناف الحمى ... رَوَّى بروعَكم الغمامُ المُتخِمُ

  هل أنتم وافون لي بعهودكم ... أم هل أحالكم الزمان فحِلتُمُ

  رعياً لأيام مضين بسلوة ... كانت وأجفان الحوادث نُوَّمُ

  وليالياً بتنا معاً ويصدُّنا ... عن فعل فاحشة حَيَاً وتَكَرُّمُ

  حتى إذا برد السوار وبادرت ... حذر الصباح إلى المغيبِ الأنجُمُ

  قامت تثني بعد عض أنامل ... كالدر قَمَّعَ روسَهُنّ العندَمُ

  ولكم فلاةٍ قد قطعتُ وللقطا ... في جانبيها بالصباحِ تَرَنُّمُ

  ومصاحبي صافي الغرار مهندٌ ... ومُثقَّفٌ لدنٌ ونهدٌ صَلْدَمُ

  والنجمُ في كبد السماء كغرة ... راقت وقاربها جوادٌ أدهَمُ

  حتى بدا ضوءُ الصباح كأنه ... وجه الإمام وبِشُره يَتَبَسَّمُ

  العالمُ النِّدسُ الكميُّ المرتجَى ... للعالَمِ العلمُ الإمامُ الأعظَمُ

  رجلٌ إذا التقت الفوارسُ بالظُّبَا ... فنصيبه منها الكميُّ المُعلَمُ

  يومان يومُ دراسةٍ أو غارةٍ ... فخضابه إما مدادٌ أو دَمُ

  يا ابن الذين سَمَتْ بهم نحوَ العلا ... هممٌ غدا مِن دُونهنَّ المَرزَمُ

  وابن الذين لهم فخارٌ شامِخٌ ... عال على برجِ السِّماك مُخيِّمُ

  نطقت بفضلهم الملا طرَّاً ولا ... عجب إذا نطق الحطيمُ وزمزَمُ

  شَيدتَ ركنَ الدين بعد تَهَدُّمٍ ... هل يستوي بانٍ له ومهدِّمُ

  وشَتَتَّ شملَ المال جوداً مثلما ... في الروع يشكوكَ الحُسامُ المخذَمُ

  ويؤم جيشَك شيخُ آل محمد ... يحيى كما أمَّ القناةَ اللَّهذَمُ