[وفود الفقيه أبي القاسم بن شبيب من تهامة إلى الإمام]
  شهباءَ ترفل في الماذي فوارسُها ... وفي الوشيج إلى الهيجا بأنصاعِ
  كأنما البيض والنقع المثار بها ... بوارق بين وطف ذات تهماعِ
  قد طال ما علكت خيلي مساجلَها ... غيظاً عليهم وطالت منه أوجاعي
  كم مَعلَمٍ لمنار الحق قد طمسوا ... وأهطعوا في الخطايا أي إهطاعِ
  فدع ملامي إذا أمسيت مرتبياً ... أرعى النجوم بطرف غير هجاع
  فما يلذ لنفسي عيشها أبداً ... ولم يحل بهم بطشي وإيقاعي
  ويصبح العدل في الآفاق قاطبة ... طلق المحيا طويل الزند والباع
  وقل إذا ما سمعت الدهر ذا عذل ... أَقْصِر فكل امرئ في شأنه ساعي
  يا حبذا الجرد تطفو في أعنتها ... إذا دعا لقراع المقنب الداعي
  على مناسجها أسدٌ جحاجحة ... من كل بدر بأفق الحرب طلاع
  يرى الغنيمة في ثجاج عارضها ... والغبن إن آذنت يوماً بإقلاعِ
  وأسمعاني صليل البيض لا نغمَ الـ ... ـأوتار أنى له سماع أسماعِ
  وأورداني حياض الموت مترعة ... بين الخميسين لا أدنان نقاعِ
  يا قاتل الله من يضحي بعيشته ... قرير عين أخا لهو وتهجاعِ
  ولم يكن برفيق العرب مرتقياً ... ذوائب العز والعليا بإزماعِ
  على صُهَا شيظم عبل الشوى نزق ... قيد الأوابد إذ يعدو بإرجاعِ
  يكاد من لبده ينسل منزرقا ... خوف القطيع ولم يذعر بإنجاعِ
  أرساغُه رُكِّبَت في جَندلٍ شَظَفٍ ... يفلق الصخر في عدو وإسراعِ
  بالأعوجيات قد نيطت معارقُه ... فهو الجواد على أحسابها راعي
  فمن يكن عادلاً يوماً بصهوته ... خشية بين أسجاف وأوضاعِ