[قصيدة أنشأها الإمام # بعد قيامه ببراقش سنة (594) هـ]
  يَرَى المَوتَ قَيدَ الرُّمحِ وهو مُصَمِّمٌ ... ويَقضِبُ حَدَّ السَّيفِ والسَّيفُ يُقضَبُ
  فَلَا تَنعَتَا لِي الخَيلَ مَا لَمْ يَكُن بِهَا ... منَاسِبُ فيهنَّ الوَجِيهُ ومُذهَبُ(١)
  وَلَم يَعتَلِق مِن لاَحِقٍ بِأَوَاصِرٍ ... ومِن أَعوَجٍ فَالخَيلُ كَالنَّاسِ تَنجُبُ(٢)
  أَقِيمَا صُدُورَ الخَيلِ فَالموتُ مَوْرِدٌ ... وكَأسُ المنَايَا خَلْفَهُ الدَّهرَ تُشرَبُ
  سِمَا لِي جَبَانَاً نَالَ خُلدَاً بِجُبنِهِ ... لِكُلِّ امرءٍ فِي الموتِ عُضوٌ مُذبذَبُ(٣)
  ألَا إِنَّ دِيْنَ اللهِ أَسفَرَ وَجهُهُ ... فَلَم يَعْمَ عَنهُ طَالِبٌ جَاءَ يَطْلُبُ
  وَهُزَّ لِوَاءُ النَّصرِ فَاطَّرَدَت لَهُ ... قَنَاةٌ لَهَا من عَوْنِ ذِي العَرشِ أَكعُبُ(٤)
  لَنَا فِي أَقَاصِي الشَّرقِ شَرقٌ نَرُومُهُ ... وبعدَ دِيَارِ العُربِ فِي الغَربِ مَغرِبُ
  نَرُومُ أُمُورَاً والإِلَهُ ضَمِينُهَا ... بِإنْجَازِ مَا نَرجُوهُ مِنهَا ونطلُبُ
  فَقُلْ لِبَنِي العَبَّاسِ هَذا زَمَانُنَا ... وَمَا لَكُمُ إِلَّا إِلَى الحَقِّ مَهرَبُ
  سَنجزِيكُمُ بِالإثْمِ بِرَّاً لِأنَّنَا ... بَنُو أَحمَدٍ وَهوَ النَّبِيُّ المُقَرَّبُ
  وَأَنتُم بَنُو الأعمَامِ وَالحَقُّ حَقُّنَا ... وَنَحنُ بِأطرَافِ الأَسِنَّةِ أَدرَبُ(٥)
  فَإن لَمْ أَزُر بَغدَادَ عِشرِينَ دَوسَرَاً ... بِهَا حَاشِدُ العُظمَى ونِهْمٌ وأَرحَبُ(٦)
(١) الوجيه: فرس من خيل العرب نجيب، سمي بذلك. وفرس مذهب: إذا علت حمرته صفرة.
(٢) لاحق: إسم فرس معروف عند العرب، وقيل: كان لمعاوية بن أبي سفيان.
الأعوج: اسم فرس نسب إليه الأعوجيات وبنات أعوج، وليس فِي العرب فحل أشهر ولا أكثر منه نسلاً.
(٣) أي سميا واذكرا لي جباناً من الناس ينال الخلد في الدنيا بجبنه وخوفه.
(٤) أي شرف وعلو وظفر.
(٥) المدرب: المجرب.
(٦) الدوسر: المراد به هنا الكتيبة.
=