[قصيدة القاضي علي بن نشوان في اسنتهاض الإمام #]
  ذهب السلُوُّ فودعا طيبَ الكَرَى ... وتتبعا أثري وسيرا منهجِي
  كلفي بطِرْفٍ لاحقيٍّ مُضْمَرٍ ... نهدِ المراكل لا بطَرفٍ أدعَجِ(١)
  وكتيبة موصولة بكتيبة ... تختال في حلق الحديد المدمَجِ
  وتطيبي بعجاج نقع ثائر ... ودم لأثواب الكمي مضرِّجِ
  ولقد شهدت الخيل تقرع بالقنا ... في مأقط بحذا الوغى مُتَوَهِّجِ
  ولقد سريت الليل حتى خلت ما ... أيقنت منه كالقميص المنهَجِ
  ولقد دخلت على السباع وجارها ... وولجت غاب ضراغم لم تولَجِ
  ولقد وردت أنا وأوسٌ مورداً ... في مسلك من أَمَّهُ لم يخرُجِ
  والشمس في وسط السماء مظلةٌ ... والجو أقتمَ بالعجاج المرهِجِ
  وكأن رقراق السراب بقيعة ... ذوب اللجين هرقته من بولج
  قوما فشدا لي على عبلِ الشوى ... عُردِ النَّسَا صافي الأديم مدلَّجِ(٢)
  نهدٍ أَقَبِّ الأيطلين إذا عدا ... في البِيدِ خلتَ مَمَرَّ ريحٍ سيهَجِ(٣)
  أَرِنٌ يُجاذب للمويث عناية ... طربًا ويصهل عند صوتِ المُسرِجِ(٤)
  وكأنه سيد إذا ناقلته ... وإذا مددت له فبارقُ زبرِجِ
  إيهٍ فقد طال الثواء ولم يعد ... إلا الخروج إلى العلوج بمخرجِ
  جم العديد تضيق كل تنوفة ... بكماته وبجمعه المتدجِّجِ
(١) الطرف - بالكسر -: الكريم من الخيل. والطرف - بالفتح -: العين.
(٢) العرد: الصلب الشديد، والنسا: عرق من الورك إلى الساق.
(٣) النهد: الفَرَسُ الحَسَنُ الجَميلُ الجَسيمُ اللَّحيمُ المُشْرِفُ. والقَبَبُ: دِقَّةُ الخَصْرِ، وضُمُورُ البَطْنِ. والأيطل: الخاصرة. والريح السيهج: الشديدة.
(٤) الأرن: النشط.