السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[التوجه إلى أثافت ثم بني شاور وإزالة مواضع الفساد]

صفحة 258 - الجزء 1

  إلى كافة القبائل يأمرهم باللقاء إلى بُهمان⁣(⁣١)، فاجتمعت قبائل حاشد وبكيل والشرفاء آل القاسم وأهل بلادهم، فاجتمع خلق كثير من كل جهة.

  فتكلم معهم # ودعاهم إلى الطاعة، وذكرهم بأيام الله، وحضهم على الجهاد، فلبوا دعوته، واستبشروا بالنصر من عند الله على يديه، ورفع أصناف الظلم والفساد ببركته، وذلك يوم الأحد لست وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة.

[التوجه إلى أثافت ثم بني شاور وإزالة مواضع الفساد]

  ثم نهض من الملقى بعد إجابة الناس له وامتثالهم لأمره فأمسى بأثافت، وهو يريد التوجه إلى كوكبان.

  فلما كان من الغد نهض بمن معه حتى أتى بلاد بني شاور، فأمر بخراب مواضع الفساد في موضع يسمى جعرة، فأُخرب مع كراهة لأهل البلاد لذلك، وأتى إلى الإمام جماعة من أصحابه - وقد وقع عندهم خوف من أهل البلاد - لهذا السبب، وقالوا: إن رأيت الإمساك عن خراب هذه المنازل فنحن في أوساط القوم ولا يد لنا عليهم، فأغلظ في القول وقال: (لا بد من هدمها، وإنما الغرض الجهاد، وإزالة الفساد أينما كان)، فهدمت تلك الدور.


(١) بهمان: قاع واسع يقع في جنوب مدينة حوث في ظاهر همدان.