السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ذكر الولاة والقضاه وبعض الوفود للبيعة

صفحة 261 - الجزء 1

  ووصل السلطان عمرو بن علي بن حاتم في عسكر كثير، ووصل المشايخ أهل ثلا في جمع كثير.

  ووصل السلطان زريع بن حسين بن الأمير من نهج مسور في جمع.


= علماء سنحان، والسلطان يحيى بن سبأ الفتوحي، وأحمد بن مسلم في وجوه أهل مسور، والشريف علي بن مسلم، وجماعة من شيعة بلد الأنبا، وشيعة بني حبيب وبني سحام، فلقيهم الإمام في المجلس الذي عند البركة على يمين الداخل إذا أراد دار الإمام.

فتكلموا على مراتبهم وقالوا: نريد نختبر.

فأجاب الإمام # - بعد الحمد والثناء والصلاة والسلام على محمد وآله - ثم قال:

يا قوم أنا حجَّة الله عليكم، وإمام سابق، أدعوكم إلى بيعتي ونصرتي على أعداء الله سبحانه، وإنصاف المظلوم، وقمع الظالم، ولا أعدو بكم كتاب الله وسنة رسوله ÷، فمن كان منكم شاكاً في أمري، أو منكراً لإمامتي، أو مستقصراً لعلمي، فليسأل عمَّا بدا له، ولا يستحيي مني، فإن الله لا يستحي من الحق، ها أنا ذا قد نصبت نفسي للمعترضين عرضاً، لأؤدي مفترضاً، وأشفي من شك مرضاً، وأطلب بذلك من الله رضا.

فقال الجميع: ما وصلنا إلا لنعجُم عود مخبرك، ونستقصي غاية خبرك، ونأخذ في أمر ديننا باليقين، ونستوضح سبُل الحق المبين، فأنصت لسؤالنا، واصغ لمقالنا، وارفع عنا المنقود في هذا الباب، فهو مرفوع في هذا الأمر عند ذوي الألباب.

فقال: اسألوا عما أحببتم، وبالله لا أخرتم شيئاً من مسائلكم ولا كتمتم، فما يحل فيه المحاباة، وخرجنا إلى باب التعنت والمعاياة.

فسأل كل من الجماعة المذكورين وغيرهم عن مسائل غوامض من العلوم، وأغرقوا في البحث عما لا يفهمه إلا الأئمة السابقون، والعلماء المحققون، والإمام # يوضح لهم السبيل، ويحقق لهم الدليل، حتى إذا أوعب مسائلهم، وحصر سائلهم، قالوا مجتمعين: نشهد أنك إمام الخلق أجمعين، فبايعوه أجمعون.