السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كلام الإمام # يدعو الناس إلى بيعته]

صفحة 262 - الجزء 1

  ووصلت قبائل حمير، وجمع من همدان البون، ومن بني صاع، ومن بلاد بني أعشب، وبني شاور، فاجتمع خلق كثير لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى.

[كلام الإمام # يدعو الناس إلى بيعته]

  فتقدم الإمام # في ذلك المقام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ÷ وقال:

  يا معاشر المسلمين، إن الله تعالى لم يخلقكم عبثاً، ولم يهملكم سدى، ولم يشرك في خلقكم أحداً، ولم يُوجدكم للذات الدنيا، وخفض المعاش في المحيا، وإنما خلقكم لعبادته، وهداكم سبيل طاعته، وبَيَّنَ السبيل، وأوضح الدليل، وجعلكم ممكنين، وعن فعل الخير غير ممنوعين ولا مأسورين.

  ثم بعث محمداً صلى الله عليه داعياً إلى الدين القويم، هادياً إلى الصراط المستقيم، مبلغاً للرسالة، منقذاً من الضلالة، بشيراً نذيراً، ظهيراً للحق نصيراً، فهدى صلى الله عليه، وبصر وقرب، وبشر وأنذر، وحذر وأعذر، فمن عباده من انتبه واهتدى، ومنهم من اختار الضلالة على الهدى، فذلل الله به أعناق الجبارين فخضعت، وقمع رؤوس المتكبرين فانقمعت، ووضع صياصي الظلم فاتضعت، ورفع ذُرى الإسلام فارتفعت، ووسع مسالك الحق فاتسعت، فلما أصلح الله به عباده، وأكمل له دينه قبضه إليه قابلاً له راضياً عليه، فصلى الله عليه صلاة تقارن روحه، وتنور ضريحه.