السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

ذكر الولاة والقضاه وبعض الوفود للبيعة

صفحة 274 - الجزء 1

  فَإن لَمْ أُجَرِّد عَزمَةً عَلويَّةً ... تَقُومُ لَهَا فِي العَالَمِينَ المَآتِمُ

  وَأرمِي بِهَا شَرقَاً وَغربَاً مُغِيرَةً ... فَيُجبَرَ مظلومٌ ويُكسَرَ ظَالِمُ

  فَلَا حَمَلَتنِي الخيلُ فِي مَأقِطِ الوَغَى ... ولَا هَتَفَت بِاسْمِي لَدَى الرَّوعِ هَاشِمُ⁣(⁣١)

  أَلَيسَ أَبِي قَالُوا كَذُوبٌ وسَاحِرٌ ... فلمَّا انتضَى الصّمصَامَ قَلَّ المُصَادِمُ

  وَكَم جَاهِلٍ فِي أوَّل الحَوْل حَقَّنَا ... سَتَأتِي بَقَايَا حَوْلِهِ وهو عالِمُ

  فالله الله يا معشر المسلمين في أنفسكم، كونوا قادة للعباد إلى الخير، وذادة لهم عن الشر، فكم من هالك هلك فينا، وناج نجى بنا، فكونوا من الناجين، ولا تكونوا من الهالكين، ولا تُجَرِّؤوا الجهال المقلدة لكم على التخلف بتخلفكم عن هداتكم، وسفن نجاتكم، فيتبرأ - عن قليل ولا نستثني إلا مشيئة الله تعالى - {الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ١٦٦}، فقد روينا عن النبي ÷ أنه قال «لَلزبانيةُ يوم القيامة إلى حملة القرآن أسرع منهم إلى عبدة الأوثان والنيران، فيقولون: يا رب بُدِءَ بنا، سُورعَ إلينا، فيقول: ليس من يعلم كمن لا يعلم»، أتدرون من المراد بذلك، المراد به: المتخلفون عن إمام الحق، المنكرون لفضل العترة، المستغنون بأنفسهم عن عترة نبيهم صلى الله عليه وعليهم.

  يا معشر السلمين: اعلموا أن الله تعالى نفى بنا ربق الذل عن أعناقكم، وفتح بنا وختم لا بكم، ونحن النمرقة الوسطى، إلينا يرجع الغالي، وبنا يلحق التالي، وأنتم - بحمد الله - منا إن أطعتمونا، ومن عدونا إن عصيتمونا، فاختاروا لأنفسكم أصلح الأمرين.


(١) المأقِط بكسر القاف: المضيق في الحرب، أو الموضع الذي يقتتلون فيه.