ذكر الولاة والقضاه وبعض الوفود للبيعة
  فأعدوا بلا مرية ولا فرية خلوداً للنيران، وقلوباً للأحزان، فإنكم لا تسترون بعدها بدنيا ولا آخرة، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
  أتظنون أني أنام ملئ عيني على وثير الوساد، والفسق ظاهر في البلاد، والعناد شامل للعباد، والله ما هو إلا تجريد السيف، ثم لا أغمده الشتاء والصيف، حتى يعرف اللهَ تهعالى من أنكره، وينسى الشقاق من ذكره، فإن آخر هذا الدين لا يصلح إلا بما صلح به أوله، دعا رسول الله ÷ إلى الدين والمعجزات شاهدة، فقالوا: ساحر كذاب، فلما أمره الله تعالى بضرب أعناقهم، دخلوا في دين الله أفواجاً، ونحن أبناء ذلك الرجل.
  فالحمدلله الذي استخلفنا في بلاده، واستأمننا على عباده، وليس لنا توسيع في الغفلة، ولا رخصة في المهلة، وكيف ونحن وكلاء الله، المستأجرون بجنات النعيم، وفي ذلك ما روينا عن النبي ÷ أنه قال «عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام، وليٌّ من أهل بيتي موكل يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا ا أولي الأبضار، وتوكلوا على الله»، فالأمر كما ترون ناجز بناجز، وهذا عن التسهيل أكبر حاجز.
  وَكَيفَ يَنَامُ اللَّيلَ مَن جُلَّ مَالهِ ... حُسَامٌ كَلَوْنِ المِلحِ أَبيَضُ صَارِمُ
  وَفَضفَاضَةٌ مِثلُ الإضَاةِ وَبَيضَةٌ ... ومِطَّرِدٌ لَدْنٌ وأجْرَدُ سَاهِمُ(١)
  وَدِينُ الهُدَى قَد قَلَّ مَن يَعتَنِي بِهِ ... وقَد عُطِّلَت آَيَاتُهُ والمَعَالِمُ
(١) الفضفاضة: الدرع الواسع، والإضاة صفة للدروع، والمِطْرد: الرمح القصيرة، واللدن: اللينة، والأجرد المراد فرس قصير الشعر، وخيل ساهم الوجه: أي متغيره، إذا حمل على كريهة في الجري.