السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

قصة المخرج إلى جبل حضور

صفحة 281 - الجزء 1

قصة المخرج إلى جبل حضور

  ولما طالت الإقامة بشبام وقعت المشورة في الخروج إلى حضور - ولم يكن ذلك في نفس الإمام # حتى يستحكم الأمر، فأجمع رأي الأمراء والسلاطين على المخرج، فساعدهم الإمام # على ذلك، فاجتمع عسكر كثير.

  وكان المقدم عليه الأمير الكبير المنتصر بالله العفيف محمد بن المفضل، ومن السلاطين بشر بن حاتم، ولم يكن الخيل إلا قدر أربعين فارساً، ولقيهم الأمير الحسن بن علي بن داود القاسمي في عسكر من المغرب، وذلك بعد أن أخربوا مواضع كانت تأوي إليها جنود الظالمين، ويتركون رهائن أهل البلاد بها، وهي قصبة عجيب، ودرب بقرية ظلمان⁣(⁣١)، وتقدموا إلى بيت خولان، ونهض شهاب الدين الجزري، وسيف الدين جكو بن محمد من صنعاء، ثاني⁣(⁣٢) نهوضهم في عسكر عظيم وخيل كثير، فحط على بركة متنة⁣(⁣٣).

  وقيل: وصل إليهم جماعة من أهل بيت خولان فخلع عليهم وأعطاهم عطايا جزيلة وعاملهم في عسكر الإمام، وظهر الخبر فيهم، ووقع الخوف عندهم، ونهض بعد أن أحكم أمره، ووقع الخلل في عسكر الإمام #، فلما رآهم أهل المغرب مقبلين حقت فيهم الهزيمة، وانهزم العسكر لانهزامهم فقتل في ذلك اليوم الشريف محمد بن علي بن المسلم الحسني، ومضى شهيدًا إلى رحمة الله، وقتل رجل من جشم أيضاً، وتفرق الناس في كل جهة، ووقف الأمير محمد


(١) ظُلَمان - بضم الظاء وفتح اللام -: من قرى حضور بناحية البستان، في منطقة بني الراعي بني مطر.

(٢) يعني في اليوم الثاني من نهوضهم.

(٣) متنة: قرية في حقل سهمان الواقع بين جبلي حضور وعيبان غربي صنعاء، ناحية البستان، وهي تقع على خط صنعاء الحديدة.