[انضمام الأمير جكو بن محمد إلى عسكر الإمام #]
  بن فليتة في أعقاب الناس وصبر وترجَّل من ركوبه ليتأسى به الناس، حتى لم يبق أحد معه، ومر به السلطان بشر بن حاتم فأقسم عليه أن لا وقفتَ، فانصرف، وعاد الغز لقرية بيت خولان، فانتهبوها وقتلوا منهم رجلين، وقيل: إنهما اللذان عاملا في العسكر، والتأم العسكر بعد ذلك وراحوا إلى شبام.
[انضمام الأمير جكو بن محمد إلى عسكر الإمام #]
  وكان في عسكر الغز الأمير جكو بن محمد وهو الذي تولى هزيمة العسكر، فوقع في يده عيبة فيها مكاتبات وأسرار السلطان بشر بن حاتم في أمور الغز فردها، وكان شديد الخوف على نفسه من السلطان إسماعيل، ولم يجد سبيلاً إلى التوصل إلى الإمام، فجعل ذلك سبباً، ولم ير أنه يكاتب الإمام حتى يحدث في بلاد السلطان إسماعيل حدثاً ظاهراً ويتبين خلافه عليه، وكان قد انضم إليه جماعة من الغز لتقدمه فيهم، وعظم حاله عندهم، فأخذ بلاد الحدا(١)، وبلاد بني فجآءة(٢)، وبني نهار ونواحيها، وتوجه إلى مغارب ذمار، والبلاد التي فيها أوامر الإمام # وكاتبه، وأمر إليه الأمير علي بن موسى العباسي إلى موضع قريب من سِمح(٣)، في اليوم الثالث من شهر رمضان من سنة أربع وتسعين وخمسمائة، فلما وصل إليه أعطاه سره، وأنه لم يبق له رجوع إلى إسماعيل، وأمره بالتوسط بينه وبين الأمير نظام الدين أبي الفتح بن محمد؛ لأنه الداعي في تلك البلاد للإمام # وصاحب الأمر فيها، فما زال حتى جمع بينهما في اليوم السادس من شهر رمضان، وأتى الأمير
(١) الحدا: قبيلة من مذحج، تقع منازلها شمال شرق مدينة ذمار، فيما بين سهل جهران غرباً، وخولان العالية شمالاً، وعنس جنوباً، وبني ظبيان شرقاً، وهي ناحية واسعة تحتوي على عدة مناطق وبلدان.
(٢) بني فجآءة: قبيلة من مراد، وهو لقب ثعلبة بن عبد الله عوتبان بن زاهر بن مراد، وتقع في مراد، ولا تعرف اليوم، ولعل اسمها قد تغير.
(٣) سِمح - بكسر السين وسكون الميم -: قرية في جبل ضوران آنس بجوار هجرة الصيح.