[تفاصيل وقعة درب ظالم]
  الخطاب والتودية على ما يرضي الإمام والأميرين والطاعة، فجرى الخطاب في ليلتهم تلك، وانصرم على خراب سوقهم والعمارة التي حول الدرب، وكبس الخندق، ورد ما أخذوه لأهل سوق دعام، وجبر ما أتلفوه، وتسليم السلاح والخيل، فلما أصبح تأهب العسكر للقتال رغبة في قتلهم، وتغنم أموالهم، فأعلمهم الأميران بما قد انصرم عليه الخطاب، فتعيوا من ذلك، ولم يروا بُدَّاً من امتثال الأمر، وأقام العسكر ثلاثة أيام، ووقع الخراب، وسلم أهل الدرب ما وقع عليه الشرط إلا الخيل فتشفع فيها قوم من مشايخ خولان فسومحوا بها.
  ونهض الأمير علي بن المحسن متوجهاً بالعسكر إلى صعدة، وتأخر الأمير يحيى بن حمزة لمرض أصابه، وكان الخراب وكبس الخندق لم يستحكم بعد، فأمر لأهل الجوف وكانوا يريدون هلاك أهل الدرب لما قدموا إليهم من الإساءة فأخذ من كل قبيلة منهم رجلاً رهينة خوفاً منهم على أهل الدرب، وأمرهم بالخراب وكبس الخندق ففعلوا ذلك، وترك لهم المقلة يتحصنون فيه من أهل البلاد، وصلحت أحوال الجوف، وسكنت عفاريته، واستمرت طاعة أهله.