السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وصول الأمير جكو إلى الإمام وما تقدم من الأحداث]

صفحة 291 - الجزء 1

  منهم جماعة، وتغنموا ما كان في الحصن وأخربوه، وغزا إلى موضع يقال له ثربان⁣(⁣١) من بلاد نَهد⁣(⁣٢) في بلاد إسماعيل فأخذ أموالهم ومواشيهم.

  ووصلت خزانة فيها مال عظيم تريد صنعاء وصحبها سفر كثير من أهل البلاد معهم بضائع جزيلة من البز وغيره، وكان معهم خيل كثيرة من خيار الجند والمماليك لحفظ الخزانة، وأمروا إلى شهاب إلى صنعاء يأمر إليهم بخيل فأمر إليهم بمائة فارس، وتلقاهم الأمير جكو إلى موضع يقال له: الماورة في أسفل وادي خدار⁣(⁣٣) بأصحابه وقوم من سنحان، فلما رأوه ومن معه انهزموا عن الخزانة وولوا متوجهين إلى المدينة، وتبعهم بمن معه فقتل فيهم وأسر من المماليك، وأخذ خيلهم، وعاد فأخذ الخزانة وما كان قد انضم إليها فحصل لهم فيها غنائم جزيلة.

  وأمر الإمام # إلى الأمير أبي الفتح بن محمد بجمع شيء من المال من بلاده وإيصاله إلى جكو، فقبضه وشكر عليه وازداد رغبة ومحبة للإمام.

  ثم أمر إليه الإمام بالنهوض إليه إلى شبام فأجاب إلى ذلك، وجعل طريقه على صنعاء متوجهاً إلى ذمرمر وفيها الجند السلطاني، فما همَّ أحد منهم بالخروج إليه بعد أن تحداهم، ووصل إلى ذمرمر وأقام عند السلطان علي بن حاتم أياماً يُغِير في بلاد إسماعيل، ولما عزم على التقدم إلى شبام ترك مظنون ماله بذمرمر وديعة.

  وكان وصوله في ذي القعدة من سنة أربع وتسعين فأنزله الإمام بدار الإمارة، وتلقاه بالبر والإنصاف، ولما كان يوم الجمعة حضر الكل منهم للصلاة، فلما


(١) ثربان: واد زراعي خصيب في منطقة مسور خولان العالية بمشارق صنعاء.

(٢) نهد: في شرقي صنعاء بخولان العالية.

(٣) خِدَار: قرية جنوب صنعاء بمسافة (٣٠) كم تقريباً، من بلاد الروس، تقع على الطريق إلى ذمار.