قصة دخوله صنعاء #
  وصوله إليهم، واستبشروا بظهور كلمة الحق والعدل، وأمر في الحال بفتح السجن وإخراج من فيه وهدمه، وكان فيه قريباً من خمسمائة، فكُسر بابُه، وخرجوا منه يدفع بعضهم بعضاً، حتى ذكر أن واحداً منهم مات تحت أرجلهم من الضعف، وما يعانوه من الجوع وأصناف العذاب، فصدر كل منهم يجري على وجهه لم يصدقوا بالخلاص مما كانوا فيه، وأُخرب بعد ذلك وكُبِس؛ لأنه كان في بطن الأرض وسقفه على وجهها، وأراح الله المسلمين منه بفضله وبركات الإمام #.
  ولما رأى شمس الخواص وأصحابه ما أفزعهم من إقبال الناس عامة إلى الإمام وإقدامه على إخراج أهل السجن، أيقنوا أنه لا بقاء لهم معه أجمع رأيهم على قصده إلى المسجد الجامع، وهموا بما لم ينالوا، وصاحوا لأهل صنعاء بالأمان وأمروهم بالخروج، فأحاطوا بالمسجد إحاطة البرجال، بالخيل والرجال، والعدة التي لا يرى منها إلا حدق العيون، فتفرق ذلك الجمع الكثير، ولم يبق مع الإمام إلا قدر خمسة عشر رجلاً، فطلعوا معه إلى سطح المسجد، وذلك وقت صلاة المغرب، فأمر المؤذن بالأذان، وصلى المغرب ببعض أصحابه على خوف معهم شديد، والبعض لم يصلِّ في الحال من شدة الأمر، وعظم الخطب، ولما فرغ من الصلاة ودعا إلى الله بتعجيل الفرج وتفريق شمل العدو، فما كان إلا يسيراً وتفرقوا بأسرهم في جهات مختلفة، وما بقي منهم أحد، وبقي الخوف في حال الخروج وفي الطريق إلى المدينة، فتنكر الإمام ولبس ثياباً سوداً من ثياب الصنعانيين الذين معه، وخرجوا متوجهين إلى الأوساط، وأمر أصحابه بالتفرق في الدور، فلما وصل إلى الشارع الذي فيه دار صخرب بن مسعود وافقوا هنالك من يخشون مضرته، فأومأ صخرب بن مسعود إلى الإمام بدخول ريشة في الشارع لا منفذ لها فوصل منتهاها، ووقف متحيراً ساعة حتى أتاه