فتح صنعاء وبيعة الغز له وشعره في ذلك والأحداث التي حدثت بعد
  خبراً، فسأله كتاباً يقرأ فيه، فلم يجد إلا المصحف، ففتحه ووقع على سورة يوسف، فتفآءل بها، وعلم أن الشدة قد تزول إن شاء الله تعالى.
  فكان أول الفرج أن أتاه صبي من أهل صنعاء، فقال: يا مولانا إنا تحالفنا في المساجد على أنه لا يصلك شر ومنا عين تطرف، فجزاهم خيراً، وقال له: اخرج وأتني بأخبار الناس.
  فأتاه وقال: أبشر يا مولانا فإن أهل البلد قد خالفوا من ديوان إسماعيل، فحمد الله تعالى.
  فأتى الشيخ سعيد بن قنبر إلى الإمام فسلم عليه، وقال: أتيت منكتماً، وأُظهر أني أريد تعبير منام عند هذا الشيخ، وقد خالفت الناس، وجمعت كلمتهم وبذلت للديوان المال، وما يصلك شر إن شاء الله تعالى، ونحن أحياء.
  ثم خرج الإمام # إلى دار أخرى، وأتي بثياب بيض فلبسها.
  وتفرق أصحابه خيفة أن يطلع الصباح وهم كذلك، وبات عيون أهل المدينة من الزيدية يجتهدون في فساد عسكر العجم، حتى أفسدوا من الرجل إلى ثلاثة آلاف راجل، وكان لهم في ذلك عناية أكيدة تليق بصحة عقيدتهم، وأكيد محبتهم لأهل البيت $، حتى أصبح الصباح وقد انتظم لهم ما أرادوه.
  فلما رأى شمس الخواص إجماع أهل البلد على كلمة واحدة أشفق على نفسه، وقد كان السلطان جكو أمر إليه يقول: إن الإمام قد صار في المدينة في قوم يمنعونه، ونحن من ورائهم، فوقع ذلك عنده.
  فلما تم لأصحاب الإمام ما يريدون وثبوا هم ومن قد أجابهم ففتحوا أبواب المدينة، فدخل الأمير جكو بمن معه من الجند، واجتمع خلق كثير وهنأه