فتح صنعاء وبيعة الغز له وشعره في ذلك والأحداث التي حدثت بعد
  بالحجارة، وأعلنوا بالصوت، وكان عدلان بالقرب منهم في قدر سبعين فارساً، فلما سمعوا الصوت جاءت الخيل مغيرة فخشي الإمام وصول الخيل إلى الباب فأمر أصحابه بالرجوع على إثرهم إلى المدينة وهو على أعقابهم، وارتجت المدينة بأقطارها، فلما وصلوا إلى الموضع الذي كانوا فيه أمر لجماعة من مشايخ أهل البلد وكبارهم وشاورهم في الأمر، فأجابوه بأجوبة مضطربة لعظم الأمر، وقالوا: لم تكن العجلة من مولانا بالصواب في غير عسكر، ومن الرأي أن لا يقف في دار مشهورة، واختلف القول وأجمع رأيهم على أن يقف في مسجد المدينة، فكره ذلك، فقال #: (فرِّقونا في المنازل حتي يقضي الله من أمره ما شاء، ولعل في المكروه خيرة)، ثم دعا بماء وتوضأ وتقدم معه رجل منهم يسمى منصور بن حمير إلى داره، وأراد خادمه دحروج بن مقبل التقدم معه فمنعه عن ذلك ورده، وقال: (إن جرى عليّ حال فلعل أصحابي يسلمون)، وتقدم مع صاحبه وحده وقال له: نكِّر اسمي وادعني بمنصور بن محمد - وأردت بجدي محمد ÷ -، فلما وصلا الدار أدخله وأسر إلى والده - وهو شيخ أعمى له في النحو يد طائلة والفرائض والحفظ في فنون كثيرة -، فسلم على الإمام وقال: دخولك هذه الدار يشبه دخول مسلم بن عقيل دار عروة بن هانئ، ثم استفتح ينشد من مراثي الحسين بن علي، [ومراثي أهل البيت $، فقال الإمام نسأل الله الخيرة، وأقبل يسأله عن غوامض في الفرائض، فاشتغل الإمام عن النظر في الأمر الأهم إلى طلوع الفجر، ثم قال الإمام #: أخرج إلى المسجد، فقال: افعل، وأحب ذلك لينظر في أمره، وندم على خروجه مخافة أن ينتشر الخبر، وصلى الفجر، فأتاه صاحبه فسأله عن أخبار الناس، فلم يرفع