أما والده حمزة
  يقضى بأحكامها، وكان ممن يشار إليه لنصرة الدين وجهاد الظالمين، وكان كثير البركة أينما توجه، أصلح فانتقل من ذيبين، وهو وطن آبائه وقرارة أهله، فحل بمبين من نواحي حجة من مغارب همدان، فأحسن سياسة أهلها وتقريبهم، ورد الأكثر من مذهب الجبر إلى مذهب العدل والتوحيد.
  روى الشريف الأجل إبراهيم بن يحيى بن الحسين الحمزي(١)، عن أبيه(٢) وأعمامه: أنهم مجمعون على فضله وبركته، ويقولون: ما في شبابنا يا بني حمزة أفضل منه.
  وروى بسنده عن القاضي جعفر بن أحمد(٣) |، قال: تذاكرنا فضل الحمزة بن سليمان، فقال: هو رجل فاضل عالم كامل، لو دعا إلى القيام بالحق، أو إلى الجهاد في سبيل الله لأجبنا دعوته واعتقدنا إمامته(٤).
(١) السيد العلامة الأمير الخطير إبراهيم بن يحيى بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم ¦، كان عالماً عاملاً مجاهداً سابقاً.
(٢) وأبوه هو: السيد العلامة، عماد الدين، فقيه آل محمد، يحيى بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم الحمزي، فاضل قومه، وسيد معشره، النسابة المحقق، كان مبرزاً فاضلاً. مطلع البدور (٤/
(٣) القاضي شيخ الإسلام ناصر الملَّة شمس الدين وارث علوم الأئمة الأطهرين، جعفر بن أحمد بن أبي يحيى بن عبد السلام ¦، كان ثبتاً، ورعاً، متبحراً في الرواية، شيخ الزيدية ومتكلمهم ومحدثهم، كان من أعظم أعضاد الإمام أحمد بن سليمان وأنصاره، وقد بسط العلماء في الثناء عليه، وقدموه على غيره، ونوه الأئمة بذكره؛ وله المصنفات الكثيرة، في فنون عديدة، اعتمد عليها العلماء، وتوفي | (٥٧٣) ه، وقبره في سناع مشهور مزور.
(٤) وقبره # خارج حصن مبين من جهة الشرق، وعليه قبة وبجنبها مسجد لا يمله الواقف عليه، ويمسى الموضع عند من هنالك فيه الديار. انتهى من حاشية على مطلع البدور.