السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح صنعاء وبيعة الغز له وشعره في ذلك والأحداث التي حدثت بعد

صفحة 311 - الجزء 1

  سَتَفدِيكَ أَموَالٌ عِظَامٌ وأنفُسٌ ... كِرَامٌ وإن أضحى ذَوُو الفِسقِ لُوَّمَا

  فَقُلنا لَهُم خَيرَاً ثَنَاءً عَلَيهِمُ ... لِكَونِهِمُ فيمَا رَجَونَاهُ سُلَّمَا

  وَخُضنَا إِلَى أُسْدِ العَرَينِ عَرِينَهَا ... بِصَبْرٍ حَسَوْنَا منه صَابَاً وعَلقَمَا

  ومَا هِي بِكرٌ خَوضُ مُهرِي إلَى العِدَى ... إذَا كَاعَ يَومَاً عَنهُ جُندِي وأحْجمَا⁣(⁣١)

  سَلِ الخَيلَ عَنِّي فِي عَجِيبٍ وَمشهَدِي ... وقَد صَارِ وِرْدُ الخَيلِ بِالرَّكضِ أَدْهَمَا

  أَلَم ألقَهَا مِلءَ الفِجَاجِ مُجَرَّدَاً ... عَنِ الجيشِ طَلقَاً ضَاحِكَاً مُتَبَسِّمَا

  وَفِي بَطنِ مِلحَانٍ ألم أَحْمِ حَاسِرَاً ... ذَوي الزّرَدِ المَوصُوفِ يَومَاً مُيَمِّمَا⁣(⁣٢)

  وَكَم مَوقَفٍ يُلقَى بِهِ النَّدبُ سَاهِبَاً ... لَقِيتُ بِه الفِتيَانَ لَيثَاً غِشَمشَمَا⁣(⁣٣)

  فَقُلْ لِمُلُوكِ الأرضِ لَا تَطمَعُوا بِهَا ... مُراغَمَةً مَا لاَحَ بَرقٌ وَأنْجَمَا⁣(⁣٤)

  فَقَد طَالَ مَا نِلتُم حَرَامَاً حُطَامَهَا ... فَأحرَزْتُمُ ذَنبَاً بِذَاكَ وَمَأثَمَا

  فَمَن كَانَ يَبغِي الفَوزَ فَليَلتَزِم بِنَا ... فَعِصيَانُنَا قَد صَارَ حِجرَاً مُحَرَّمَا


(١) يعني #: أنه يعتاد خوض المعارك بفرسه إذا أحجم القوم وكاعوا، وليس ذلك ببكر: أي بأول خوض فِي المعارك يقوم به.

(٢) ملحان: ناحية من نواحي المحويت، وهو جبل عظيم مطل على المهجم من ناحية تهامة، وفي كتاب الدر المنثور في فضائل الإمام المنصور بدل ملحان (هران)، وكلاهما وقعتان.

(٣) الندب: الخفيف في الحاجة، الظريف النجيب، وساهباً: أي متغير اللون من الفزع والخوف. والفتيان جمع الفتى: وهو الشاب، والغشمشم: الذي يركب رأسه ولا يثنيه عن مراده شيء.

(٤) أنجَمَ: ظهر وطلع.