السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح صنعاء وبيعة الغز له وشعره في ذلك والأحداث التي حدثت بعد

صفحة 310 - الجزء 1

  سِوَى نَفَرٍ شُمِّ الأنُوفِ غَطَارِفٍ ... رَأوا خَلطَهُم للنَّفسِ بالنَّفسِ أَكرَمَا⁣(⁣١)

  مَسَاعيْرَ مِن أبنا لُؤَيِّ بن غَالِبٍ ... يَجُرُّونَ للرَّوعِ الوَشيجَ المُقَوَّمَا⁣(⁣٢)

  فَلَمَّا قَرُبنَا الدَّربَ جَادَت سَمَاؤُهُ ... بِغَيثٍ رَأينَا مِنهُ فَذًّا وتَوأَمَا⁣(⁣٣)

  كَرِجلِ جَرَادٍ أَمَّ سَلْمَى غُمُورُهَا ... إلَى أن زَهَتْهُ رِيحُ نَجدٍ فَأتهَمَا⁣(⁣٤)

  فَعُدْنا فَأدّيْنَا فَرَائِضَ رَبِّنَا ... وَسِرتُ إلَيهِم حَاسِرَاً لَا مُلائمَا⁣(⁣٥)

  وَتَاللهِ مَا وَطَّنتُ نفسِي على الرَّدَى ... لِأذخُرَ مَالاً بل لِأرحَضَ مَأثَمَا

  وكنتُ أمرءاً أهَوَى الحُسَامَ مُثَلَّمَاً ... وأهوَى الرُّدَينِيَّ الأصَمَّ مُحَطَّمَا⁣(⁣٦)

  وَأكرَهُ كونَ الحُرِّ خَلفَ جُنُودِهِ ... وأرضَاهُ عِرنِينَاً لَهُم مُتَقَدِّمَا⁣(⁣٧)

  رَجَعنَا إلَى ذِكرِ الدُّخُولِ وَرُبَّمَا ... أتَى عَارِضٌ يَحكِي اللآلِي مُنظَمَّا

  فَجَاءَت أَزَالٌ جَمَّعَ اللهُ شَملَهَا ... وأسدَى إلَيهَا الصَّالِحَاتِ وأنعَمَا⁣(⁣٨)

  فَجَادُوا بِفَتحِ البَابِ وابتَهَجُوا بِنَا ... وَقَالُوا لَنَا أَهلاً وَسهَلاً وَمَغنَمَا

  وَقالُوا جِهَادُ الظَّالِمِينَ فَرِيضَةٌ ... فَقَد طَالَ مَا كُنَّا نِهَابَاً مُقَسَّمَا


(١) غطارف، جمع غطريف: السيد الشريف السخي الكثير الخير، وقيل الفتى الجميل.

(٢) البيت هكذا في الديوان، وأما في المجموع فهو: مساعير من همدان في ساعة الوغى.

المسعر: الطويل العنق. والوشيج: الرماح.

(٣) الفذَّ: الفرد. والتوأم: الإثنين فصاعداً.

(٤) والرِّجْل: الطائفة من الشيء، أُنثى، وخص بعضهم به القطعة العظيمة من الجراد، وأمَّ: قصد، وسلمى: نبات، وغمورها: أي أكثرها ومعظمها، وزهته: أي حركته الريح.

(٥) الحاسر: الذي ليس عليه درع، والملائم لابس الدرع.

(٦) الرمح الرديني: منسوب إلى امرأة يقال لها ردينة.

(٧) العرنين: السيد الشريف.

(٨) آزال: اسم كان يطلق على مدينة صنعاء قديماً، والمراد أهل صنعاء.