فتح صنعاء وبيعة الغز له وشعره في ذلك والأحداث التي حدثت بعد
  سِوَى نَفَرٍ شُمِّ الأنُوفِ غَطَارِفٍ ... رَأوا خَلطَهُم للنَّفسِ بالنَّفسِ أَكرَمَا(١)
  مَسَاعيْرَ مِن أبنا لُؤَيِّ بن غَالِبٍ ... يَجُرُّونَ للرَّوعِ الوَشيجَ المُقَوَّمَا(٢)
  فَلَمَّا قَرُبنَا الدَّربَ جَادَت سَمَاؤُهُ ... بِغَيثٍ رَأينَا مِنهُ فَذًّا وتَوأَمَا(٣)
  كَرِجلِ جَرَادٍ أَمَّ سَلْمَى غُمُورُهَا ... إلَى أن زَهَتْهُ رِيحُ نَجدٍ فَأتهَمَا(٤)
  فَعُدْنا فَأدّيْنَا فَرَائِضَ رَبِّنَا ... وَسِرتُ إلَيهِم حَاسِرَاً لَا مُلائمَا(٥)
  وَتَاللهِ مَا وَطَّنتُ نفسِي على الرَّدَى ... لِأذخُرَ مَالاً بل لِأرحَضَ مَأثَمَا
  وكنتُ أمرءاً أهَوَى الحُسَامَ مُثَلَّمَاً ... وأهوَى الرُّدَينِيَّ الأصَمَّ مُحَطَّمَا(٦)
  وَأكرَهُ كونَ الحُرِّ خَلفَ جُنُودِهِ ... وأرضَاهُ عِرنِينَاً لَهُم مُتَقَدِّمَا(٧)
  رَجَعنَا إلَى ذِكرِ الدُّخُولِ وَرُبَّمَا ... أتَى عَارِضٌ يَحكِي اللآلِي مُنظَمَّا
  فَجَاءَت أَزَالٌ جَمَّعَ اللهُ شَملَهَا ... وأسدَى إلَيهَا الصَّالِحَاتِ وأنعَمَا(٨)
  فَجَادُوا بِفَتحِ البَابِ وابتَهَجُوا بِنَا ... وَقَالُوا لَنَا أَهلاً وَسهَلاً وَمَغنَمَا
  وَقالُوا جِهَادُ الظَّالِمِينَ فَرِيضَةٌ ... فَقَد طَالَ مَا كُنَّا نِهَابَاً مُقَسَّمَا
(١) غطارف، جمع غطريف: السيد الشريف السخي الكثير الخير، وقيل الفتى الجميل.
(٢) البيت هكذا في الديوان، وأما في المجموع فهو: مساعير من همدان في ساعة الوغى.
المسعر: الطويل العنق. والوشيج: الرماح.
(٣) الفذَّ: الفرد. والتوأم: الإثنين فصاعداً.
(٤) والرِّجْل: الطائفة من الشيء، أُنثى، وخص بعضهم به القطعة العظيمة من الجراد، وأمَّ: قصد، وسلمى: نبات، وغمورها: أي أكثرها ومعظمها، وزهته: أي حركته الريح.
(٥) الحاسر: الذي ليس عليه درع، والملائم لابس الدرع.
(٦) الرمح الرديني: منسوب إلى امرأة يقال لها ردينة.
(٧) العرنين: السيد الشريف.
(٨) آزال: اسم كان يطلق على مدينة صنعاء قديماً، والمراد أهل صنعاء.