السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح صنعاء وبيعة الغز له وشعره في ذلك والأحداث التي حدثت بعد

صفحة 315 - الجزء 1

  خِمَاصَ البُطُونِ من مُتَابَعَةِ السُّرَى ... غِلاَظَ الجُنُوبِ من مُدَاوَمَةِ البُّرّ

  عَلَيهَا من الفِتيَانِ كُلُّ مُسَوَّدٍ ... طَوِيلِ نَجَادِ السَّيفِ كَاللَّيثِ ذِي الأجْر

  إذَا غَضِبُوا ذَاقَ الوَشِيجُ حِمَامَهُ ... وكُسِّرَت الأسيَافُ فِي مَعرَكِ الكَرّ

  فَلَا تَيأَسَنْ مِمَّا تَرَى من أنَاتِنَا ... فَكَم حَرَكَاتٍ فِي سُكُونٍ وما تَدْرِي

  وَلَا والذِي طَافَت قُرَيشٌ بِبَيتِهِ ... وَنَزَّلَ آيَ الذِّكرِ فِي لَيلَةِ القَدْر

  لإن لَمْ تَقُمْ سوقُ الهُدَى لا تَرَكتُهَا ... تَنَامُ إذَا نَامَ الخَلِيُّ عَلَى وَتْر

  فَلَا كَانَ نَومِي مِثلَ نَومِ مُهَبَّلٍ ... كَثِيرِ شعَابِ البطنِ مُشتَرَكِ الفِكْر

  ولكن سَأدعُوا دَعوَةً عَلَوِيَّةً ... بِكُلِّ كَرِيمِ الجَدِّ يَزْهُرُ كالبَدْر

  وأتباعِهِم مِن كُلِّ حَيٍّ ومَعشَرٍ ... مِن العَجَمِ الأنْجَادِ والعَرَبِ الغُرّ

  وأرسِلُهَا زَهْوَاً رِعَالاً مُغِيرَةً ... وأَسْرِي كمَا تَسرِي النُّجُومُ التي تَسْرِي

  وَأُلزِمُ نَفسِي الصَّبرَ فَهو ذَخِيرَةٌ ... كَمَا قِيلَ فِيمَا يُستَجَادُ من الشِّعْر

  ويَومٌ كَأنَّ المُصطَلِينَ بِحَرِّهِ ... وإن لَمْ يَكُنْ جَمْرٌ وُقُوفٌ على جَمْر

  صَبرَنَا لَهُ حَتَّى يَبُوحَ وإنَّمَا ... تُفَتَّحُ أبوَابُ الكَرِيهَةِ بِالصَّبْرِ⁣(⁣١)


(١) هذان البيتان من قصيدة الشاعر نهشل بن حري بن ضمرة الدارمي، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية وعاش فِي الإسلام، أسلم وَلَمْ يرَ النبي ÷، وصحب أمير المؤمنين علياً # فِي حروبه.