السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[تجهيز الجيش للأخذ بالثأر]

صفحة 317 - الجزء 1

  وحكى الشيخ يحيى بن أحمد بن حجلان قال: مررت به وهو يقيم فرسه وحده فقلت له: يا مولاي، لم يبق أحد فولِّ بفرسك لتحل لنا الهزيمة، فحرك فرسه موليّاً في أثر الناس، فانهزمت، وذلك آخر عهدي به.

  وقيل: إنه حمل في القوم فضرب رجلاً منهم يقال له عدنان ضربة في رأسه، وضربه عدنان فصرعه عن فرسه ووقع فيه القوم وقتلوه، فمضى شهيدًا ¥.

  وقتل في ذلك اليوم قدر سبعين رجلاً إلى رحمة الله، وأسر قوم كثير، وراحت خيل الحقل لا يلوي منهم أحد على أحد، فاتهم حظهم من الذكر الجميل، والثواب الجزيل، بل خسروا الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

  ولما بلغ هذا الخبر اغتم الإمام # والمسلمون غمّاً شديداً، وعزم على تجريد ثلاثمائة فارس، وإعداد الإبل لحمل المزاد التي كانت لإسماعيل في صنعاء، وهي أربعمائة مزادة، ولحاق العدو أينما توجهوا من الغائط⁣(⁣١)، فعاقت العوائق بما نجم من حوادث اليمن التي يأتي ذكرها في موضعها إن شاء الله.

[تجهيز الجيش للأخذ بالثأر]

  ووصلت مكاتبة الأميرين الكبيرين شمس الدين وبدره يحيى ومحمد ابني أحمد إلى صنعاء بعد مدة يستطلعان رأي الإمام #، ويستأمرانه في القود إلى نجران، وكان في نفسه القود من صنعاء فاتسعت عليه الأشغال فأذن لهم بذلك.


(١) الغائط: القاع الذي تنتهي إليه سيول نجران.