السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح صنعاء وبيعة الغز له وشعره في ذلك والأحداث التي حدثت بعد

صفحة 324 - الجزء 1

  إِنِّي إذَا حُمِدَ اللئَامُ رَأيتَنِي ... كالشمسِ بَارِزَةً بغيرِ حِجَاب

  سَأقُودُهَا شُعثَ النَّوَاصِي شُزَّبَاً ... كالبحر ذَاتَ تَغطُمطٍ وعُبَاب

  حتّى تَصَعَّدَ بالصَّعِيْدِ جِيَادُنَا ... وتَضُّمَّ غَزْنَةَ من وَرَاءِ البَابِ⁣(⁣١)

  وتَمُرَّ فِي شَطِّ الفرَاتِ عَوَابِسَاً ... كالطّيرِ تَكسِرُ جُنحَهَا لِإيَاب

  وَنُقِيمُ فِي بَغدَادَ يَومَ قِيَامَةٍ ... يَنفِي شُكُوكَ الوَاقِفِ المُرتَاب

  حَتَّى يَرَى أبنَا أبِينَا أنَّنَا ... شُمُّ الأنُوفِ حُماةُ كُلِّ عِقَابِ⁣(⁣٢)

  أَبلِغ بَنِي العبَّاسِ صَفوةَ هَاشِمٍ ... وسُلاَلَةَ العَلاَمَةِ الوَهَّابِ⁣(⁣٣)

  مِن وَاصِلِ الأرحَامِ غَيرِ مُقَاطِعٍ ... وَمُشَيَّعٍ فِي العَالَمِينَ مُجَاب

  إنَّا أَخذَنَا أمرَنَا فتصَبَّرُوا ... ودَعُوا النِّهَابَ فَلاَتَ حِينَ نِهَابِ⁣(⁣٤)

  قَد حُزتُمُوهَا بِالصَّوَارِمِ بَرهَةً ... غَصْباً وليسَ الحَقُّ للغُصَّابِ⁣(⁣٥)

  فَالآن قَرَّت فِي مَحَلِّ قَرَارِهَا ... أبناءِ حَيدَرَةَ الفَتَى الضَّرَّاب

  صِنوِ النَّبِي وخَيرِ من وَطِئَ الحَصَى ... بعد النّبِي لُبَابِ كُلِّ لُبَاب


(١) الصعيد: بمصر بلاد واسعة كبيرة، فيها عدة مدن عظام، قيل: بأن في الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية، والصعيد في جنوبي الفسطاط ولاية يكتنفها جبلان والنيل يجري بينهما، والقرى والمدن شارعة على النيل من جانبيه، وبالصعيد عجائب عظيمة وآثار قديمة في جبالها. وغزنة بفتح الغين وسكون الزاي وفتح النون: مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان، وهي الحد ما بين الهند وخراسان، وهي من أنزه البلاد وأفسحها رقعة.

(٢) العقاب بالكسر: جمع العقب ككتف: وهو الولد وولد الولد، أو جمع العقبة بالتحريك: وهي المرقى الصعب في الجبال.

(٣) يعني به الإمام #: حبر الأمة عبد الله بن العباس ¥.

(٤) النهاب بالكسر: جمع النهب: وهو الغنيمة والأخذ.

(٥) بُرهة من الدهر - بضم الباء وفتحها -: أي مدة طويلة من الزمان.