وأما سليمان بن حمزة
  جعفر بمسجد شوابة(١)، فأتاهما خبر موت سليمان ¥، فقالا: الآن أيسنا من القائم من أهل بيت رسول الله ÷ في عصرنا، فقيل لهما: هل كان يصلح لهذا الأمر؟ فقالا: نعم، وكان له أهلاً.
  وروى عن عواض بن مسعود، قال: اجتمع إلى مسجد ريدة في وقت قبره من رؤساء الشرف وعلماء المسلمين قدر ثمانين، فيهم الشريف الفاضل عبد الله بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم، وأخوه يحيى بن الحسين(٢)، فتراجعوا في من يقوم فقالوا: ما بقي إلا المنصور والمهدي @.
  قال: ونظروا - يعني الجماعة المجتمعين بمسجد ريدة - فيمن يصلح للقيام في الوقت، وقالوا: مالها غير سليمان بن حمزة إن مُتِّع وبُلِّغ، فقال أحمد بن داود، ويحيى بن عمر، وابن شاور وأكثر الفقهاء والمسلمين: قم يا عبد الله بن الحسين، فقال: لست أقوم.
  فقال بعضهم: ما صفة المنصور بالله، ومن أين يظهر؟.
  فقال عبد الله بن الحسين: روي لي أنه شابٌ شطن، عالم فطن، يظهر من شعاب علي، فظنَّ بعض الحاضرين أن شعاب علي شعاب مكة حرسها الله، فقال عبدالله بن الحسين: ما أظن لها غير صاحبنا يمان، والإيمان يمان والحكمة يمانية.
  قال نظام الدين علي بن نشوان: قلت: وكان خروج المنصور بالله من شعاب علي - يعني ذيبين - مأوى جده وسلفه علي بن حمزة $. انتهى.
(١) شوابة: بلد معروف من أعمال ذي بين في بلاد بكيل.
(٢) السيد العلامة النسابة عماد الدين يحيى بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم الحمزي، فاضل قومه، وسيد معشره النسابة المحقق، كان مبرزاً فاضلاً. [مطلع البدور/٤].