السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

قصة المخرج الآخر إلى ذمار وحادثة السلطان سيف الدين جكو بن محمد وما يتصل بذلك

صفحة 353 - الجزء 1

قصة المخرج الآخر إلى ذمار وحادثة السلطان سيف الدين جكو بن محمد وما يتصل بذلك

  ولما استقام أمر الإمام # بصنعاء وتوالت الفتوح، - من أخذ ذمار، والاستيلاء على حصن فدة، ولزم شهاب وأصحابه، وتقوى الجند، وكثرت الخيل، واتسعت المطالب عليه -، استدان له جماعة من أهل صنعاء قدر عشرة آلاف دينار، مع ما حصل له من البر والنذور وهو ثمانية آلاف دينار على ما حسبه أهل الديوان المنصوري، ورأى # التوجه بهم إلى الجهة الغربية من حجة وقلحاح⁣(⁣١) وأعمالها، لقبض الأموال والخراج منها، والاستعانة بذلك فيما يخص الجند، فلم تقع مساعدة من سيف الدين جكو، لما كان قد منَّاه به علي بن محمد المعلم من ملك اليمن بأسره، مدنه وحصونه، وسوَّل له ذلك ورغَّبه فيه، وهو في خلال ذلك مجتهد في إفساد الأجناد عليه، ومكاتبة إسماعيل، فحمله على المخرج إلى اليمن حملاً، وقبل رأيه، وكان كمن استنصح غاشه، واستغش ناصحه، فورد مورد الهلاك بسوء نظره، ولم ير الإمام # بعد ذلك إلا مساعدته.

[مقتل سيف الدين جكو وخديعة ابن المعلم]

  فخرج متوجهاً إلى اليمن - وقد صار ابن المعلم من أخصِّ خواصه، وأهل سرِّه، وصاحب أمره -، فشيعه الإمام # إلى خارج المدينة، وأمره


(١) قلحاح: جبل وحصن منيع في بلاد الشرفين من أعمال حجة، يطل على تهامة عبس وميدي.