الخروج الثاني إلى ذمار ومقتل الأمير جكو وجميع القبائل في مقرى والرجوع إلى شبام
  ووصل أوائل الخبر إلى الإمام # ليلة أمسى في خيرة فنهض والأخبار تتجدد، حتى حط بقاع جهران وتقوّى الخبر، فاضطرب الناس اضطراباً شديداً، وأمسوا على الخوف من البيات في المحطة.
  ونهض في آخر الليل متوجهاً إلى حشران ليتصحح الخبر، فحط هنالك إلى ضحوة النهار، وأقبل أهل البلاد من جهة ذمار منهزمين، فلما رآهم العسكر انكشفوا عن المحطة منهزمين، ولم يبق إلا الإمام # في نفر قليل من أصحابه، ووصل رجلان من جنب فأخبرا بأن إسماعيل دخل ذمار بعد قتل سيف الدين وأبي الهيجاء - وكان من أشجع أصحابه - فلم يرَ للوقوف في تلك المحطة وجهاً، وتقدم إلى مغربة حشران فحط بها بقية يومه، وجاء جماعة ممن حضر المعركة، منهم: يحيى بن الأسود بن مالك الألغزي، وغراب بن عمرو السنحاني، ورجل من الكرد فصححوا الخبر، فأمر الناس بالنهوض قبل غروب الشمس، وكتب إلى الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم إلى صنعاء - وهو الوالي يومئذٍ بها - بتحقيق الأخبار، وبأن يسلم حصن فدة إلى السلاطين آل حاتم، وبالحزم في أموره والتشمير.
  وانحدر العسكر النقيل لا يلوي أحد منهم على أحد، وما بقي مع الإمام إلا جماعة قليلة من أهل البصيرة، فأمر الفقيه الفاضل علي بن أحمد الأكوع في عشرة من أصحابه فوقفوا في رأس المغربة حتى أوطأ الناس إلى أسفل النقيل، فأمسى # في ذلك الوادي وصلى الفجر، ونهض إلى قرية عتم، فتلقاه أهل البلاد بالبشاشة والبشر والإنصاف والإيناس واستروا بوصوله #، هذا مع الانقياد لأمره من قبل ذلك، وتسليم الحقوق موفاة إلى ولاته، وأمسى بقرية عتم، وطلع يوم الثاني إلى هجرة الجبجب فأقام فيها ثلاثة أيام.