[اجتماع القبائل في مقرى وموقف المطرفية في التخذيل عن الإمام]
  ظل الحق فبغوا للحق الغوائل، وجادلوا بالباطل وهو كاسمه باطل، فلو ضغمتهم نيوب(١) الباطل، وحاقتهم المخالب(٢)، لضبحوا ضِباح الثعالب(٣)، وقالوا ليس لها إلا ابن أبي طالب، أين عمارة الوهاب من علس، وأين زرعة من أنس، شتان ما بين الحمار والفرس، وتقلبوا في ذكر المناقب، وشهدوا بها من كل جانب، فأنا صاحبهم بالأمس وغداً، أوطأتهم واضح منهاج الهدى، لم أتدنس باحتكار المال، ولا حالت بي عن سنن الاستقامة الحال، وهم يذكرون إتيان الملأ منهم، - ولو خشية التطويل لذكرناهم - يعرضون علينا نصف المال، ويلزموننا القيام على تلك الشدائد والأهوال، حتى إذا فقأنا عين الفتنة بعد حدورها(٤)، وأخمدنا نار الضلالة بعد ظهورها، وتركنا روض الصريمة ليعفورها(٥)، ونصبنا منار الحق على أعلامها وقورها(٦):
  فمن لاقف للمال كالهر اللبق(٧) ... وطالب أحمال رحل لا يعق(٨)
  وقائل إن الشِّهادَ قد لُعق(٩) ... فقلت أبشر فالسكيت قد لحق(١٠)
(١) الضغم: العضّ. والنيوب: جمع ناب: وهي السن خلف الرباعية.
(٢) وحاقتهم: أي أحاطت بهم.
(٣) الضِّبح - بالكسر -: صوت الثعلب.
(٤) بعد حدورها: أي بعد عظمها وغلظها وإحاطتها بهم.
(٥) الروض: العشب. والصريمة: الأرض المحصود زرعها. واليعفور: ظبي بلون التراب.
(٦) الأعلام: جمع علم: وهو الجبل الطويل. والقور جمع القارة: وهو الجبل الصغير.
(٧) اللاقف: الآخذ بسرعةز واللبق: الحاذق.
(٨) لا يعق: أي لا يصرفها في مصارفها.
(٩) الشّهاد - بكسر الشين -: جمع الشُّهد: وهو العسل.
(١٠) السكيت: الخيل المتأخر في حلبة السباق.