واحفظ عرى الدين لئلا يمتحق
واحفظ عرى الدين لئلا يمتحق
  فلما فآءت فئة الباطل وأحلبت(١)، وأصدقت وأجلبت، زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وظن كثير من الناس بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً، فمن ثابت نابت، ومن هافت خافت، والله أغير على دينه، وأحمى على شرعه، ونحن على موعود ولن يخلف الله وعدَه، وكيف يخذل بعد العدة بالنصر جندَه، وقد هزم الأحزاب وحده، يوم صنعاء وبعده، فكأنك بألوية النصر قد خفقت بالظفر أطرافُها، وببحار التوفيق قد طمت بالظالمين نِطافُها(٢)، فكم هنالك من حائز ملكاً جسيماً، وقائل يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً:
  إذا غضب الفحل يوم الهياج ... فلا تعذلوه إذا ما هدر
  أنا ابن معيد صدور الجياد ... والدم فيها يحاكي المطر
  أينكر حقي برجم الظنون ... وهل يكتم الناس ضوء القمر
  فإن سيرت سيرتي باليقين ... كانت لعمرك خير السير
  ألستُ الذي شق برد الضلال ... بعزم يشق الحصى والشعر
  وبأس توارثته من علي ... وحزم تعلمته من عمر
  لساني كشقشقة الأرحبي ... أو كالحسام اليماني الذكر
(١) أحلبت: اجتمعت من كل جهة.
(٢) النطاف: جمع نطفة: وهو هنا الماء الصافي.