السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام إلى السلطان علي بن حاتم يحذره من الميل إلى الغز]

صفحة 369 - الجزء 1

  في الجنات في مقابلة جنده #، يحذره من وخيم معاشرة إسماعيل وشهاب، فلم يلبث أن كان ما قاله #، وهو هذا.

  وكان إنشاؤه للشعر # في شهر رجب من سنة خمس وتسعين، ونزل السلطان الأجل بشر بن حاتم إلى إسماعيل في المحرم أول سنة ست وتسعين واعتقله في آخر الشهر:

  أبَا حَسَنٍ لَا والذِي رَفَعَ السَّبعَا ... وصَيَّرَ عُودَاً يَابِسَاً حَيَّةً تسعَى

  لِئن خَلُصَتْ منكم على النَّأيِ نِيَّةٌ ... لَتُعطُوْنَ عَشرَاً عن سُؤالِكُمُ تِسْعَا

  ألستُ الذي نَادَيتُمُ فَأجابَكُمْ ... فَتَىً يَملأُ الألبابَ والعَينَ والسَّمعَا

  يَشُدُّ على الجَيشِ الُّلهَامِ كَأنَّهُ ... وَإن كَانَ فَردَاً قد أَعَدَّ لَهُ جَمْعَا

  سَلِ الخَيلَ فِي صَنعَاءَ يَومَ قَصدتُهَا ... فَإن لَمْ تُبَيِّنْ فَاسئلِ السَّاكِنِي صَنْعَا

  أَلَم أَكُ مَجمُوعَ الفؤادِ مُشَمِّرَاً ... أَدُعُّهُم من خَلفِ أَبوابِهَا دَعَّا⁣(⁣١)

  وَحاَمَيتُ عن دِينِ الأعَارِبِ جَاهِدَاً ... وصَيَّرتُ جَمعَ الأعجمين لَهُمْ دِرْعَا

  وخَالَطَ قومٌ بعضَ شَكٍّ وصَارَ مَنْ ... أُحِبُّ بظهرِ الغَيبِ يَلسَعُنِي لَسعَا

  عَلَى أنَّ قَلَبِي لَمْ يَحُلْ عن وِدَادِهِ ... وَلَا غَيَّرت أيدِي الخُطُوبِ لَهُ طَبْعَا

  أبَا حَسَنٍ فَالحَن لِبشرٍ فَإنَّنِي ... أرَى ودَّكم أَصلاً وَوُدَّ الورى فَرْعَا

  أيغرِسُ شَرْيَاً قَاتِلَا فِي دِيَارِهِ ... ويَرضَى لِزيتُونِ الشآم لَهَا قَلْعَا⁣(⁣٢)

  ومَا قلتُ من خَوفٍ مَقَالِي فَإنَّنِي ... لأَوْسَعُ أهلِ الأرض من حادثٍ ذَرْعَا

  ومَا هَمُّ مِثلِي بَلدةٌ دون بَلدَةٍ ... وَلكِن تَوَلِّيهَا بأقطارِهَا جَمْعَا


(١) الدع: الدفع.

(٢) الشري: الحنظل.