السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح حصن فدة وخروج شهاب من الأسر ووصول الأمير هلدري

صفحة 370 - الجزء 1

  فَهبُّوا إلَى نَصرِ الهدى وتَحَشَّدُوا ... وَكُونُوا لَنَا فِيمَا نُحَاوِلُهُ شَفْعَا

  سَنجلِبُهَا شُعثَ النَّوَاصِي تَخَالُهَا ... مِن الليلِ لَولا مَا أضأن الضُّبا قِطْعَا

  أَغِيرُ بِها صُبْحِاً عِجالَا فَلَن تَرَى ... مِن الأرضَ فِتْرَاً لا تُثِيرُ بِهَا نَقْعَا

  فَمهلاً بَنِي عِمرَانَ لَا تَتركُوا العِدَى ... يَكُونُ لَكُم فِي حُرِّ أوطَانِكُمْ زَرْعَا

  أمَن يُطعِمُ المسمومَ يا بشرُ مُحْسِنٌ ... وهَل مُحسِنٌ إِلَا الذِي يَقصِدُ النَّفْعَا

  ومَا صَدَّهُم تَفرِيقُنَا ضَلَّ سَعيُهُمْ ... فَهَل لَكُمُ يَومَاً إِلَى أُلفَةٍ رُجْعَى

  فَلَستُ بِهَيَّابٍ إذَا الحَربُ شَمَّرَتْ ... وَلَا قَائِلٍ للحادثات قِرِي دَفْعَا⁣(⁣١)

  ألَيسَ أبِي أمضى الفَوَارِسِ عزمَةً ... وَجدِّي النَّبِيُّ المصطفى الشَّارِعُ الشَّرْعَا

  وَنَحنُ رُعَاةُ الخَيلِ فِي كُلِّ مَأقَطٍ ... إذَا قَلَّ فِي يَومِ الكَرِيهَةِ من يَرْعَا

  فَلَبُّوا دُعَائي إن دَعيتُ إلَى الهُدَى ... وإن صمَّ من أهلِ الشَّقَاوَةِ من يُدْعَا

  ومن أعجَبِ الأشياءِ كَونُ كُمَاتِكُمْ ... دُوَينَهُمُ يَبغُون مِنهُم لنَا مَنْعَا

  ومَا كَانَ تَركِي صَدمَهُم عن مَهَابَةٍ ... ولكن رَجونَا تَركَهُمْ يرأبُ الصَّدْعَا

  وعِندَ التَّمَادِي يَقتُل الوَالِدُ ابنَهُ ... ويَقطعُ من لَا يَستَجِيزُ لَهُ قَطْعَا

  ومَا جَبْرُنَا إن جَالَتِ الخَيلُ جَولَةً ... فَصَيَّرَت الأبطالَ مَا بَينَنَا صَرْعَى⁣(⁣٢)

  ومَا دُونَ ذَا إلا تَلاَقي وُجوهِنَا ... عَلى دَهَسٍ والسُّمرُ تَحسِبُهَا شَمْعَا⁣(⁣٣)

  هنالك لو تَلْقَى أَخَاكَ دَسرْتَهُ ... بِعُرَّاضَةٍ كَالأَيمِ ظَامِيَةٍ ضَلْعَا⁣(⁣٤)


(١) قري هو قَرِّي: أي اسكني، والمعنى: لست أسكن الحادثات وأهدؤها دفعاً لها وخوفاً من حوادثها.

(٢) والمعنى: ما الذي سيجبر القتل إذا وقع.

(٣) الدهس: المكان السهل ليس برمل ولا تراب.

(٤) الدسر: الطعن والدفع. العراضة: صفحة السيف. الأيم: الحية البيضاء. والضلعاء: أي واسعة الفم عظيمته.