وأما حمزة بن علي
  روى أبو فراس بن دعثم، عن الشريف الفاضل قاسم بن يحيى(١)، عن عمر بن سليمان بن قاسم قال: كان علي بن حمزة بن أبي هاشم رجلاً فاضلاً عالماً ورعاً وحيداً في عصره، يومئ إليه بالقيام، وأنه لما دعا الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين # في ناحية العراق وسأل عن أفضل أهل البيت في ناحية اليمن، فقيل له: أفضل آل رسول الله ÷ في اليمن علي بن حمزة بن أبي هاشم، فأمر الإمام المؤيد بالله بدعوته إليه لينشرها في اليمن، فوصلت إليه فكره القيام بها، لما كان قد عرف من سيرة أهل البلاد، وقلة وفائهم؛ لأنه قد كان قام محتسباً وجاهد بني الزواحي وحصرهم، وقال: لكني أُعين من قام فقام بها المحسن بن الحسن(٢) |، ولم يزل معه ومع أولاده إلى وقت قيام المنصور بالله. انتهى.
(١) السيد الكامل الأمير القاسم بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم ¦، كان عالماً فاضلاً، قال في حقه من ترجم له ما لفظه: رفيع الرتبة والمنزلة، راوي لمجد آل محمد بسلسلة الإسناد المتصلة.
(٢) هو الشريف الأمير العالم، المعيد لدين الله المحسن بن الحسن بن عبدالله بن المختار بن الناصر بن الإمام الهادي للحق $، كان من عيون آل الهادي وشجعانهم وعلمائهم، قام بدعوة الإمام أبي طالب الأخير عليه اللام قام بها أحسن قيام، ونقدت أوامره بصعده ونجران والجوفين ومصانع حمير، وملك ثلا وغيره من الحصون، وهو الذي أخذ بثأر الأمير الشهيد حمزة بن أبي هاشم، وسيأتي ذلك، ثم قتله الحدادون من أهل صعدة غدراً وقتلوا ولده معه، وقام بثأر السيد المحسن الشريفُ الواصلُ من جهة الإمام أبي طالب الأخير، وهو أبو عبدالله الحسين بن عبدالله بن المهدي بن عبدالله بن الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي إلى الحق سلام الله عليهم، وكان خروجه من الديلم، وولاه الإمام أبو طالب الأخير ما بين مكة إلى عدن أبين وسائر نواحي اليمن الأقصى.