وأما علي بن حمزة
  وروى القاضي علي بن نشوان عن عواض بن مسعود: أن علي بن حمزة بن أبي هاشم كان صاحب دين وطهارة مذ نشأ ودرس في العلوم، ومحبة لأهل الدين، ورحمة للمساكين، وإحسان جم إليهم، مع ثروة ويسار في عصره، وكان يُمدح بالأشعار، ويجيز عليها بالجوائز السنية، فوفد إليه وإلى أخيه يحيى بن حمزة شاعر من أهل صنعاء يقال له: علي بن زكري فامتدحهم بشعره، وذلك في أيام الشريفة الكاملة زينة بنت حمزة بن أبي هاشم ¤، وكانت مشهورة بالفضل، وسماحة النفس، والمروءة الفاضلة، والرأفة بالمساكين، والعلم، وكان لها برٌّ كثير، ومحصول واسع في سبيل الله، فذكرها الشاعر في شعره، فكسته رحمها الله، وأجازه كل واحد من الشرفاء، وأجازه الشريف الفاضل علي بن حمزة بجائزة سنية، وحمله على بغلة أو راحلة، قال علي بن نشوان غاب عني أيهما كان، ومما حفظ من الشعر:
  دع الشعر وامدح خير هاشم عنصراً ... علياً حمام الضد عند التكافح
  فتىً فاضلاً يسمو على الناس كلهم ... بعلم وعقل في البرية راحج
  غياث اليتامى مشبع الضيف باذل ... العطايا لغادٍ في الأنام ورائح
  ترى الناس أفواجاً لدى سوح داره ... كحجاج بيت الله عند الأباطح
  وقال الشيخ أبو الغمر مسلم في السيد الإمام علي بن حمزة المذكور يستنهضه للقيام:
  مرت على القارة في سحرة ... وسات الشمس نسري وبيق
  وفي عجيب رقصت ساعة ... كفعلها في غيره ما تطيق
  وفي شعاب وضعت رأسها ... يحسو زلالاً بارداً ما يفيق
  مرت بأبيات بني قرود ... وهيا وسودان تؤم الطريق
  ولم تعج بالحي من مجزر ... لا يبلغ الحادي على الأنزريق