السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[ملحق]

صفحة 385 - الجزء 1

  الجهاد فريضة تقام بها الفرائض، وتحيى السنن، وينتصف بها من الأعداء، وتستوفى بها الحقوق.

  وقد عزمنا على النفير إلى بقية الأحزاب، وذرية النفاق، وحصب جهنم هم لها واردون، آخر يومنا هذا، مستعينين بالله، متوكلين عليه، طالبين لما عنده من الأجر والثواب، في الجهاد في سبيل الله والمنابذة لأعداء الله.

  وقد أسمعناكم الواعية، ونحن ناهضون آخر يومنا هذا، أو بكرة غد إن شاء الله تعالى، فلا يتخلفنّ منكم أحد إلا من عذره الله سبحانه بقوله {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}⁣[النور: ٦١]، فاغتنموا هذه الأيام فإن الدنيا سوق الآخرة، وربحها الجنة، وخسارتها النار، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٥٠}⁣[الذاريات: ٥٠]، وقد روينا عن النبي ÷ أنه قال «ما اغبرت قدما عبد مؤمن فدخل النار، ولا خفقت راية حق على رأس رجل مؤمن فدخل النار، ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ أو قصر كتب له عتق رقبة»، فهذه متاجر كبار، وغنائم جليلة الأخطار، {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣}⁣[آل عمران: ١٣٣]، {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ١٤}⁣[الصف: ١٤]، وميعادنا بيننا وبين المطيعين لأمرنا،