السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[غارتان على المقرانة وبوسان]

صفحة 392 - الجزء 1

[غارتان على المقرانة وبوسان]

  وأغارت جريدة من الخيل فيها الأمير أسد الدين الحسن بن حمزة بن سليمان إلى بلد يقال لها المقرانة في شق بلد بني شاور فتغنموا ما فيه، وانقلبوا على أثرهم بعد بلاء شديد وقتال عظيم.

  وقصدت جماعة من الشرفاء، منهم الأمير محمد بن إبراهيم، والأمير علي بن محمد بن يعقوب القاسميان وغيرهم فيهم ثمانية أفراس، فتوجهوا إلى جبل بوسان⁣(⁣١)، فوصلوا قبل طلوع الفجر فأحربهم أهل المكان فانهزموا عن المال، فأحاطوا عليه فأخذوه، ورأى أهله قلتهم فرغبوا فيهم وصاح صائحهم، واجتمع قوم كثير إلى خمسمائة، ولزموا مضايق الطريق - وهي طريق بين جبلين في واد طويل - فما زال القتال عليهم في الوادي حتى انتهوا إلى أسفله بغنائمهم سالمين، بعد مشقة شديدة لحقتهم.

  وجاءت المكاتبات من كل جهة المغرب إلى الإمام # كل يستدعيه إلى جهته، من حجة والشرف وحجور وغيرها.

  ووصل المشائخ العمال بنو عيسى، من حكم⁣(⁣٢) من تهامة، يطلبون القود ولم يكن في الحال أهبة لتهامة فبايعوا على الطاعة.

  ولما طالت الإقامة في المطرح وأصاب الناس مرض نهض بهم # لثلاث وعشرين خلت من رمضان إلى حوث، فأقام فيه مدة.


(١) بوسان: قرية من بلاد أرحب.

(٢) حكم: ناحية واسعة من نواحي تهامة، تحتوي على بلدان وقرى وأودية.