وأما علي بن حمزة
  واستقبلت ذيبين مسرورة ... إذ نزلت بالفاطمي العتيق
  أشوس من غر بني هاشم ... مستنقذ الجاني وغوث الرفيق
  فشدَّ كالصارم في العزم بل ... كالبحر يلقاك بوجهٍ طليق
  لم يصبح الكأس ولا هاجه ... نوح حمامات بوادي العقيق
  ولا دعا الساقي في سحرة ... أن هات صرفاً من عصير الرحيق
  قم فانعش الحق وأشياعه ... فأنت بالمرجو منه خليق
  وأما علي بن حمزة رضوان الله عليه: فكان من عيون أهل عصره وأفاضل أبناء دهره يؤهل للامامة، ويصلح للزعامة، وهو أحد الخمسة الذين جمعهم عصر واحد يصلحون للامامة، ذكر ذلك مصنف سيرة الامام المتوكل على الله $، واتصلت به دعوة الامام السيد أبي طالب الاخير # بعد أن سأل عن أفضل أهل البيت $ فأشير إليه، وقبره # بذيبين، وكان له حصن بكر، وكان عالي الصيت، نبيه الذكر يقصد بالمديح، ويثيب عليه بالجوائز السنية.
  [وكان من العلم والفضل بمحل عظيم، وجاهد في الله ø احتساباً لا سبقاً، ولو ادعى السبق لكان غير بعيد منه، ومدت إليه الأعناق، وشاع ذكره في الآفاق، وجاءت إليه رسالة الإمام أبي طالب الأخير (ع) من الديلمان يحضه على القيام في أرض اليمن، وفي رسالته إليه: (فليطحن الخيل بالخيل، في عسكر كالليل، له ردع كردع السيل)](١).
(١) الشافي (٢/ ٣٥٨).