[إصلاح شؤون مأرب وبيحان والجوف وتعيين الولاة]
  وأمر معهم الشريف الحسن بن سليمان السراجي لأخذ البيعة عليهم وقبض الحقوق الواجبة، فتقدم الشريف إليهم فوفوا بما أمرهم به، وأقيمت الجمعة، فأذن المؤذنون في المساجد بحي على خير العمل، وقبض أخماس الملح، وزكاة أموال التجارة، وجزية أهل الكتاب، واستقاموا على الطاعة، وما نجم منهم بعد ذلك خلاف في أمر.
  وطالت الإقامة ووصل كتاب الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة يحقق فيه تقدمه إلى بلاد خولان، وفرقة وقعت بينهم، وتعسراً ممن يريد الفساد وهم آل نشوان، وذكر أنه لم ينتظم معه منهم إلا قدر مائة رجل ممن يخاف الله تعالى.
  فنهض # بعد أن رتب في الخرمة قدر أربعين فارساً من جنب للغارة على سبأ وقطع موادهم، وأمر لهم ولخيلهم بأحمال دقيق وحب لقيه في الطريق - أربعة عشر جملاً من طعام ودقيق -.
  وكان وصوله إلى براقش يوم الثلاثاء لليلة بقيت من جمادى الأولى، وكان في الجوف زرع ثقيل، فوقف العسكر مدة شهر يحسكون الخيل البر من عُدْمِ الشعير، ويطلبونه مثلاً بمثل فلا يكادون يجدونه، وقرر لهم أخبازاً وأرزاقاً، - وكان راتبهم مدة إقامتهم كل ليلة ثمانين فرقاً من البر، خارجاً عن الطعام المخبوز، وخارجاً عما يتوجه للغير من المطالب -، وجعل ما يحصل من الظاهر من الواجبات إليهم، وتقدموا إلى هنالك.
  وجعل الإمام # الولاية في قبض الحقوق الواجبة إلى صنوه أسد الدين الحسن بن حمزة بن سليمان وتسليم ذلك إلى الجند من تحت يده؛ لئلا يكون لهم إلى الرعية مطالبة، وأقام بعدهم ببراقش مدة قريبة.