وصغرتم أمرًا كبيرًا تزلزلت ... له عدن مرعوبة وزبيدُ

  ودونهما ملك عظيم حجابه ... ومال عريض واسع وجنودُ

  فإن لم أقدها لاحقات بطونها ... حذاها حديد والرجال حديدُ

  إلى أن تبل العير ثوب جلودها ... وتبتل منها بالحميم لبودُ

  فلا ذعرت خيلي السوام مغيرة ... مع الصبح شعثا واللئام هجودُ

[قصيدة القاضي عمرو بن علي العنسي]

  ومما قيل من الأشعار من قصيدة للقاضي زكي الدين عمرو بن علي العنسي وقد طالت إقامته ببراقش:

  لاح برقٌ بالغور ليلاً فأغرى ... بي همومي وبَتَّ حبلَ اصطباري

  لاح والليل مدلهم يحاكي الـ ... ـبيض تعلو بين العجاج المثارِ

  لاح أعلى براقشٍ مثلَ را ... يات الإمام المنصور يوم المغارِ

  وكسى الأرض إذ تبوَّحَ نوراً ... من لجينٍ مطرزٍ بنضارِ

  أيها البرق قد أثرت اشتياقاً ... في فؤادي يحكي تضرمَ نارِ

  بِنُتُ عن غُرَّةِ الإمام فأين الـ ... ـصبر عني فما يقر قراري

  غرة تكشف الملم كمثل الـ ... ـبدر لم يبلَ تمها بسَرَارِ

  ومنها:

  هل لأيامنا بجحدان رد ... طيبات الآصالِ والأبكارِ

  هل لها مرجع فيرجعَ صبري ... وأواري بها شديد أواري

  كم جنينا نتائج العلم فيها ... واقتنصنا نتائج الأفكارِ

  بجوار الذي به أنقذ الله الـ ... ـبرايا من شرٍّ نَارٍ وعَارِ

  أوحدٌ يتلقَّى الخطوبَ برأي ... هو أمضى من صارم بَتَّارِ

  لم تزل منه غارةٌ بعد أخرى ... تُلبس الظالمين ثوب البوَارِ

  جَرَّدَ الجُردَ للمغار فما تنـ ... ـفك بين الأنجادِ والأغوَارِ

  شُزَّبَاً تنشر العجاج بنجرَ ... انَ وتطويه في يفاعِ ذَمَارِ

  تترَامَى مثلَ القِدَاحِ وتَرمِي ... حين تُوري في قدحها بشِرَارِ

  ويقدُّ الحَرُونَ منها حوافيرُ ... صلابٌ تَفُضُّ صُمَّ الحجَارِ

  وعليها من آل حمزة بيضٌ ... تتبارى مثل النجومِ الدرارِي

  ومليك من آل مروان كالسـ ... ـيف كريم الفعال والي النجَارِ

  كم أبادت سيوفه من معاد ... ورمته بمصميات الدَّمَارِ

  يا إمام الهدى قشعت عن الخلـ ... ـقِ سحاباتِ المعضلاتِ الكِبَار