السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام إلى سبأ]

صفحة 407 - الجزء 1

  أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ٢٩}⁣[فصلت: ٢٩]، ولقد أبلغ في الإعذار، من تقدم بالإنذار، وأنا أنتظر إتيانكم كما وعدتم، أو إتيان كتابكم بالمعصية، فنُهَتِّم شأنكم، مستعينين بالله عليكم، وأنا قد عقدنا لمذحج بزراعتهم، أو صلب زراعتكم معهم، والآن قد زرعتم وأمنتم، وأنتم قوم لا تخافون إلا ما شاهدتم، وعند المشاهدة {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}⁣[الأنعام: ١٥٨]، فاقبلوا العافية معروضة مقبلة عليكم، ولا تطلبوها مدبرة ممنوعة عنكم، لا تعرضوا لنكال الدنيا والآخرة، فإن {اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ}⁣[الرعد: ١١]، وإن البغي بمعصية إمام الحق يُحل سفك الدم، واستباحة المال، وهدم الديار، على مذهبنا ومذهب آبائنا أهل البيت $، وإنا معكم ومع غيركم كما قال الشاعر:

  مطل على أعدائه يزجرونه ... لساحتهم زجر المنيحِ المُشَهرِ

  وإن يعدوا لا يأمنون اقترابه ... تشوف أهل الغائب المتنظَّرِ

  فيوماً على نجد وغارات أهلها ... ويوماً بأرض ذات شَبٍّ وعَرعَر

  وإنكم باستصغاركم لأمرنا، كما قلنا لمن سلك مثل سبيلكم: