السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

قصة إسماعيل وادعائه الخلافة والإمامة

صفحة 411 - الجزء 1

قصة إسماعيل وادعائه الخلافة والإمامة

  ولما راح إلى زبيد بعد قتل أهل الخوبة بشام تهامة سولت له نفسه ذلك وأعانه عليه قوم آخرون - فقد جاءوا ظلماً وزوراً - من أتباعه وأشياعه، فاحتجب حجبة عظيمة، وسلطن عبده الخصي المسمى بشرف الدين، وانتسب إلى بني أمية، وأمر بإظهار ذلك، ودعا الناس إلى البيعة، واستعمل لنفسه ألقاباً كثيرة، قال:

  إمام الأئمة، كاشف الغمة، عالي الهمة، المفترض الطاعة على كافة الأمة، المستخرج من السلالة الطاهرة النبوية، وفرع الشجرة الإمامية الأموية، المعز الناصر، العزيز القاهر، الرحيم الفاخر، الحكيم الذاكر، سيد الموحدين، الحاكم بكتاب الله وسنن رسول الله، الهادي إلى الحق بأمر الله، أمير المؤمنين، أبو الفداء، إسماعيل بن طغتكين بن أيوب بن سادي بن مروان الأموي، خليفة رب العالمين، ~ وبركاته.

  وإنما ذكرنا ذلك ليعجب منه العاجبون، ويضحك منه الناظرون، وكتبت دعوته في قدر خمسين ورقة سلطانية تتضمن نسبته إلى بني أمية، وتعظيم أمرهم وإظهار مثالب بني العباس وحلفائهم، بالكلام الشنيع وسب النساء بالرفث من القول، ووجه الكتب إلى الجهات يدعو الناس إلى طاعته، وأتى كتاب إلى الإمام # من ولاية ينبع يعجبونه من كتاب وصل من إسماعيل إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس، قالوا في كتابهم ورد إليه كتاب من سيف الإسلام متضمن كونه من بني أمية وأن الإمامة فيهم، وقد بويع في حضرموت وزيلع والحبشة والشحر وعمان وهرموز وبلاد الهند، ويطلب منه البيعة، هذه ألفاظ كتابهم.