[تصدي الشيخ عزان لجند إسماعيل وهزيمتهم]
  فلم يستحي الله في ادعاء ما ليس له بأهل، ولا من الناس في إجابة دعوته من هذه البلاد التي ذكرتها ولا أصل لذلك، وجاءت الأخبار بذلك من كل جهة، ولم يكد أحد يصدق بها ولا كان مثل هذا الأمر يخطر لعاقل ببال، ثم قطع أخبار أجناده وأقطعهم البلاد.
[تصدي الشيخ عزان لجند إسماعيل وهزيمتهم]
  وأجمع رأيهم على المناصرة وعلى أن يمد بعضهم بعضاً، ويبدؤوا بأقوى البلاد شوكة، فأجمعوا على قصد بلاد مذحج وجهة الشيخ عز الدين عزان بن سعد، وكان قد صالحهم بقطعة على بلاده عن رأي الإمام # ورسمه، وجمعوا العساكر الكثيرة والجنود من كل جهة، وكان المقدمون منهم النعش وابن سوار والحسام ومحمود الحيدان، فنهضوا حتى حطوا في شق بلاد المذكور.
  فجمع عسكراً من بلاده إلى أربعة آلاف راجل ومائة فارس، مقدمها الشيخ ظهير الدين مفضل بن منصور بن أبي رزاح، وهو كبير البلاد ورئيسها، وكان الأمير علي بن حنظلة قد تقدم إليه من جبل كنن في الخيل التي صدر فيها من عند الإمام، وهي عشرون فارساً، فقصدوا الغز إلى محطتهم.
  فلما دنوا وتأهبوا للحرب قال لهم: (إنكم بحمد الله تجاهدون بين يدي إمام عادل، وإن لم يكن ينظركم فإن الله ينظركم، فاصبروا وأخلصوا لله النية، فمن قتل منكم فالجنة، ومن قَتَل فثوابه عند الله عظيم).
  وتقدم وأولاده وخواصه في صدر العسكر وهم على إثره معلنين بالتهليل والتكبير، وأقبلت الغز نحوهم واختلط الفريقان، وأشرعت الرماح، وجردت