[قصيدة الإمام يشكر عزان وقومه ويثني عليهم]
  فلله عينا مَن رأتهم وخيلَهُمْ ... تَكِرُّ وفيهن الرماحُ شَوَارِعُ
  أتتهم جنودُ الغُزِّ تترى كأنَّها الـ ... ـجبالُ عليهنَّ البُرُوقُ اللوامِعُ
  فكانت لهم عاداتُ صدقٍ لدى الوغَى ... فحابَتْهُم أعضادُهم والأصابِعُ
  أبوا أن يَفِرُّوا والفرارُ مُعَرَّضٌ ... وراموهُ لَمَّا أحرزتهُ المَوَانِعُ
  بِأيدِي رِجَالٍ نَاصَحُوا لإمَامِهِمْ ... وَرَامُوا مَنَالَ الخَيرِ وَالخيرُ وَاسِعُ
  رَأَوا أنَّ جَنَّاتِ الخُلُودِ أَمَامَهُم ... وفِيهَا حِياضُ السَلسَبِيلِ تَوَارِعُ(١)
  وصوتُ أجيجِ النَّارِ خَلفَ ظُهُورِهِم ... تُسَكُّ لَهَا من سامِعِيهِ المَسَامِعُ
  فَلَم تَرَ إلَا خَارِجِيَّاً مُجَدَّلاً ... يَخِرُّ سجوداً وَ السُّرَيحِيُّ رَاكِعُ
  وإِلَّا أَمِيرَاً تَمتَرِي الطَّيرُ نَفسَهُ ... وتَنتَابُهُ عُرجُ السِّبَاعِ الخَوَامِعُ(٢)
  وآخَرُ قد سَافَ التُّرَابَ مُقَبِّلاً ... لَهُ وعُقَابُ المَوتِ بالموتِ وَاقِعُ(٣)
  ومن قَائِلٍ عبدُ الإمَامِ وقَبلَهَا ... تَعَبَّدَ للطاغُوتِ وهو مُدَافِعُ
  وأخلَصَ لَمَّا عَايَنَ الموتَ جَهرَةً ... وفِي السَّيفِ بُرهَانٌ مَع الحَقِّ قَاطِعُ
  فَمُوتُوا وعِيشُوا بَعدَهَا إنَّ ذِكرَها ... بِكُلِّ أَقَالِيمِ البَسِيطَةِ شَايِعُ
  لِيَهْنِكُمُ أنَّ النَّبِيَّ مُحَمَّدَاً ... لَكُم شَافِعٌ إن رُدَّ من هو شَافِعُ
  فيَا رَاكِبَاً إمَا عَرَضتَ فَبَلِّغَنْ ... سَلَامَاً كَزهرِ الرَّوضِ والرَّوضُ نَاصِعُ(٤)
  إِلَى مَعشَرٍ أمَّا مَقَامُ نَدِيهِمْ ... فَرَمْلٌ وأمَّا بأسُهُم فمَتَالِعُ(٥)
(١) التوارع: المليئة، وفي الديوان (تُوَادِعُ) والتوادع: الخفض والسكون والراحة والسعة فِي العيش.
(٢) تمتري: أي تقطع. والخوامع الضباع اسم لَهَا لازم، لانها تخمع خموعاً وخمعانا وخموعاً، وهو العرج.
(٣) السوف: الشمَّ، وساف التراب: أي صرع وألقي على وجهه.
(٤) الناصع: الخالص من كل شيء، ونصع لونه: إذا اشتد بياضه.
(٥) الرمل: الأرض المستوية، والتلعة: القطعات المرتفعة من الأرض، والمعنى: أن مجالسهم يسهل الوصول إليها لكرمهم وجودهم، وأما بأسهم فشديد لا يصل إليه العدو لارتفاعه.