السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

وأما حمزة بن أبي هاشم

صفحة 40 - الجزء 1

  وتصانيفه #، وعلى مثاله في أصول الدين حذونا، وبهديه اقتدينا ورده على الفرقة الضالة من المجبرة القدرية، والمبتدعة الطبيعية - أي المطرفية -، وغيرهم من ضلال البرية.

  وكان في أيام الصليحي وجرت بينهما مكاتبات ومراسلات ومحاربات.

  وكان من كتاب الصليحي إليه: (إنما قمت لاشيد بذكركم، وأعلي أمركم، وأنزل الظلمة عن منابركم، ثم قال:

  تعالوا نناضل عن مقام أبيكم ... وندفع عنه بالقنا وظبا الهندي

  فما قمت إلا ثائراً بدمائكم ... فإن لم تعينوني ثأرت به وحدي

  عليَّ لكم أن لا يمدَّ عدوُّكم ... إليكم يداً إلا وجُذَّت من الزند

  فكان في جواب له بعد صدر كتابه: (ما ذكرت من أنك إنما قمت لتشيد بذكرنا، وتعلي أمرنا، وتنزل الظلمة من منابرنا، فليت شعري من أمرك بذلك منا، وكيف تصح دعواك، ونحن منك بين قتيل وأسير، وطريد وشريد.

  أتزعم أن دينك هاشمي ... وأنت عدو دين الهاشميّ

  تزور قبورهم شوقاً إليهم ... وتضربهم بحد المشرفييّ

  فدافع عن الإسلام بيده ولسانه، وسيفه وسنانه، إلى أن ذاق الحمام، في رهج القتام، صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر.

  إلى قوله #: وعلومه سلام الله عليه مشهورة، وتصانيفه معلومة، ورده على الفرقة الضالة ظاهر، وقد احتج بذلك الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن الهادي # على من خالف، ثم قال الإمام #: