وأما حمزة بن أبي هاشم
  وأخذ العلم عليه بنوه السادة الفضلاء جدنا علي بن حمزة، وكان أشبههم به علماً وهدياً، وولده الحسين بن حمزة، وهو فقيه آل رسول الله ÷ في عصره لاينازع عند من يعتني بأمر أهل هذا البيت الشريف فيما ذكرنا من أمره، وأمر الفضلاء من إخوته، فقد كانوا جميعاً فضلاء مشهوري الشرف ديناً وشجاعة وعلماً وكرماً](١). انتهى.
  فهو القائم بأمر الله، المحتسب في سبيل الله، المنابذ لاعداء الله، شهد بفضله المخالف والموالف، وقد ذكره الامام المتوكل على الله # في بعض رسائله على المطرفية الشقية في من ذكر من أهل البيت $ الذين أنكروا مذهب المطرفية، وردوا عليهم.
  وكانت له مع بني الصليحي وقعات مشهورة ومواقف مأثورة.
  وكان # في بعض أيامه في مسجد حلملم وقد اجتمع أهل الطرف وأراد الصلح بينهم في أمور كانت، فأحدث واحد بالقرب من المسجد صوتاً يريد تفريق الناس حتى ينصرفوا بغير صلح، فلما سمعه حمزة قدس الله روحه قال: من هذا الذي غير محضرنا غير الله لونه، فأنزل الله به البرص في مجلسه عقيب دعائه #، ورآه الناس وصار آية شاهدة بفضله وكرامته.
  ولم يزل مجاهداً حتى مضى لحال سبيله، وقتل في المعركة # في المنوى آخر سنة تسع وخمسين وأربعمائة في أيام علي بن محمد الصليحي، وكان # يقاتل يوم قتله وهو يقول:
(١) الشافي (٢/ ٣٦٠).